ندوة علمية بالرباط ترصد قيم النهوض الحضاري في الآثار الفكرية والأدبية والأكاديمية للدكتور عباس الجراري

ندوة علمية بالرباط ترصد قيم النهوض الحضاري في الآثار الفكرية والأدبية والأكاديمية للدكتور عباس الجراري

الجمعة, 14 ديسمبر, 2018 - 23:18

الرباط – رصدت ندوة علمية شارك فيها  ثلة من الأكاديميين والمفكرين والباحثين، اليوم الجمعة بالرباط، قيم النهوض الحضاري للعالم الإسلامي من خلال الآثار الفكرية والأدبية والأكاديمية للدكتور عباس الجراري.

وأجمع المتدخلون في شهادات خلال هذه الندوة، التي تنظمها منظمة المجتمع المدني الدولية لقيم المواطنة والتنمية والحوار، وجمعية رباط الفتح للتنمية المستديمة، على أن الأستاذ عباس الجراري أبدع  في ضروب متنوعة من الإنتاج الفكري والأدبي والثقافي والأكاديمي من دراسات مغربية ، وبحوث في التراث الشعبي، إلى دراسات في الأدب العربي الإسلامي  والدراسات الأندلسية.

وأبرزوا أن الاهتمام بالفكر الإسلامي تأصيلا، وتحليلا واجتهادا،  ليس هو المحور الأساس والوحيد لبلورة قيم النهوض الحضاري للعالم الإسلامي وتعزيزها، بل حتى الآثار الأدبية واللغوية والثقافية والتراثية مع الجهود المتواصلة التي يبذلها المحتفى به، ومند أكثر من نصف  قرن، في مجالات التربية والتعليم وفي حقول التدريس في الجامعات وتوجيه الطلاب وتكوينهم وإعدادهم للمستقبل.

وبعد أن توقفوا عند مختلف كتابات ومؤلفات عباس الجراري، التي تفوق ستين مؤلفا  في ميادين شتى من الفكر والأدب والثقافة، أشار المتدخلون إلى أن  جميع هذه المؤلفات تنحو منحى ثقافيا وفكريا يؤسس لقيم النهوض الحضاري،  معتبرين أن عطاء المحتفى به لايقتصر على المسار الذي قضاه في التدريس الجامعي بل شمل مختلف المجالات ومن مختلف المواقع من موقع الأستاذ والعميد، وعضو أكاديمية المملكة، ورئيس المجلس العلمي إلى موقع رجل الدولة.

وأكد رئيس منظمة المجتمع المدني الدولية لقيم المواطنة والتنمية والحوار السيد مصطفى الزباخ، في كلمة افتتاحية للندوة، أن اختيار موضوع هذه الندوة لم يكن من قبيل الترف الفكري، بل كان ولادة طبيعية لواقع الأمة الإسلامية المتغير ولمشروعها الحضاري المتعثر، مما يفرض إنتاج تساؤلات وإجابات حضارية جديدة لا تستنسخ  الأسئلة القديمة التي تختزل التراجع الحضاري في عامل واحد، كالعامل الاقتصادي أو الديني أو السياسي أو الاجتماعي.

وأبرز أن اختيار “المدرسة الجرارية” جاء بناء على اعتبارها نموذجا للمقاربات الإصلاحية والنهضوية التي تميزت برؤيتها الشمولية ومقارباتها المتكاملة ومرجعياتها القيمية المجيبة عن مكامن العطب في البناء الحضاري للأمة، بإنسانها وعمرانها والقادرة على التدبير السلمي والحضاري لثنائية الحفاظ على الهوية والذات الحضارية في غير انغلاق أو تطرف.

أما رئيس جمعية رباط الفتح للتنمية المستديمة، السيد عبد الكريم بناني، فقد أبرز أن هذا اللقاء يشكل مناسبة للتذكير بأعمال عميد الآدب المغربي الغزيرة في الأدب والشعر وقضايا الفكر في كل تجلياتها، مضيفا أن الأستاذ عباس الجراري كان من المؤسسين الأوائل للجمعية حيث كان يحث على الدقة في انتقاء المشاريع والأنشطة العامة في إطار استراتيجية واضحة المعالم دقيقة الأهداف.

وأضاف أن مختلف كتاباته ومحاضراته في رحاب الجمعية كانت تتسم بالوضوح والاتقان في التعبير والأسلوب واللفظ والدقة في الاستنباط والصرامة في الانجاز والمتابعة، مسجلا ان المحتفى به أسس بجمعية رباط الفتح مدرسة أخرى  لتوسيع المدارك والمعارف إدراكا منه أن العمل الجمعوي يعد قاطرة لنشر الثقافة والمعرفة.

و أشاد وزير الثقافة والاتصال السيد محمد الأعرج بالمبادرة النيرة التي أحاطت علما بارزا من أعلام الفكر المغربي سخر حياته للبحث في أكثر من حقل ومجال، بهذا الاحتفاء، معتبرا أن رصيده الفكري الغني والمتنوع يستحق إعادة الاكتشاف باستمرار عبر هذه المبادرات، وفي ذلك إعادة اعتبار للفكر المغربي ومنتجيه.

وأضاف السيد الأعرج أن المغرب والعالم الاسلامي لا يفتقران بتاتا إلى أدبيات الفكر النهضوي، بل إن هذا الفكر بالذات طبع مرحلة طويلة من القرن الماضي، وعرف بمواضيعه العميقة واختلاف زوايا النظر والمقاربة،وباقطابه من مفكرين وباحثين من المشرق والمغرب، مسجلا ان موضوع القيم كان حاضرا حضورا بارزا في الطرح والمقاربة كتعبير عن إدراك أصيل بان النهضة تقوم أساسا على القيم ، وهذه الأخيرة تحتاج إلى نهضة للثبات والسريان في جدلية لازالت أفقا منشودا إلى اليوم.

أما  السيد عبد العزيز عثمان التويجري، المدير العام للمنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة “إيسيسكو”، فقد أكد أن الآثار الفكرية والأدبية والأكاديمية للمفكر والباحث الكبير عباس الجراري تقوم جميعها ودون استثناء على قيم النهوض الحضاري للعالم الاسلامي على اعتبار أن الدوائر الأوسع التي يخاطبها في كتاباته منذ أن بدأ ينشر المقالات والبحوث والكتب هي المجتمعات العربية الاسلامية التي يجمعها مفهوم العالم الاسلامي ببعديه الجغرافي والحضاري.

وأضاف السيد التويجري أن التأثير الذي أحدثه السيد الجراري في الجامعة المغربية شمل كل المستويات من التدريس إلى ابتكار المنهج، ومن التوجيه والتأطير إلى الاسهام في التجديد والتحديث، والى التكوين العلمي للأجيال الصاعدة، مما رفع من مستوى الأداء الجامعي .

من جانبه قال مؤرخ المملكة السيد عبد الحق المريني، إن للسيد الجراري ضلوع كبير في مفاهيم الدين الاسلامي السمح وترك دراسات معمقة في التاريخ الاسلامي وحضارته وآدابه، مشيرا إلى أنه تبوأ بذلك مكانة مرموقة في مجال الخطاب الديني الإسلامي الصحيح المتفتح والمتجاوب مع متطلبات العصر الحديث والذي يدعو إلى الوسطية والاعتدال وإلى محاربة الغلو والاكراه والتعصب الأعمى.

وأبرز أن المحتفى به وضع أسس الخطاب الديني الصحيح المتزن الذي يعالج قضايا الفكر الديني بالمغرب مبرزا من خلاله القواعد السليمة من أجل حل بعض معضلات المجتمع المغربي التي تبرز من حين لآخر، وكيفية المحافظة على الهوية المغربية وتثبيت الوحدة الدينية والمذهبية والوطنية والقيم الثابتة ومعالم الفكر المغربي الأصيل.

وفي شهادة مماثلة، اعتبر  كاتب الدولة المكلف بالتعليم العالي والبحث العلمي، السيد خالد الصمدي أن تكريم الأستاذ الجراري هو في عمقه تكريم لأجيال من العلماء الذي وشموا مسار الفكر والعلم والأدب والثقافة في المغرب الحديث والمعاصر،بشكل أَلهم وسيبقى ملهما لكل السائرين في درب المعرفة، مؤكدا أن السيد الجراري مثقف ملتزم بقضايا الوطن والأمة ،إذ انطوت همومه ومشاغله الفكرية على البحث عن مفاتيح النهوض الحضاري للأمة الإسلامية، وإصلاح أعطاب بنائها العلمي والثقافي والاجتماعي والتربوي والروحي، مقدما بذلك رؤية لمشروع متكامل.

وأوضح أن الاحتفاء بالأستاذ الجراري يعد تكريما للفكرة الإسلامية الرائدة ، متعددة الأبعاد، الباحثة عن أسباب ريادة الأمة، المتشوفة إلى نموذج يرسم طريق النهوض والريادة الحضارية، وللأدب المغربي الذي أبرز المحتفى به نبوغه وأكد ريادته وتميزه.

يشار إلى أن أشغال هذه الندوة، التي تنظم على مدى يومين ستتواصل في جلستين تناقش الأولى مواضيع  منها على الخصوص “روافد بناء الإنسان في أعمال الدكتور عباس الجراري”و” ثقافة التنمية في آثار الأستاذ عباس الجيراي” و” قيم المواطنة في آداب عباس الجراري”، أما الجلسة الثانية، فستنكب على مواضيع ك ” البناء الهوياتي عند الدكتور عباس الجراري” و”المقاربات الجرارية لمواجهة التحديات الحضارية”، و”التراث بين الأصالة والحداثة عند عباس الجراري”.

 

اقرأ أيضا

بوزنيقة.. انطلاق أشغال المؤتمر ال 18 لحزب الاستقلال

السبت, 27 أبريل, 2024 في 0:17

انطلقت، مساء اليوم الجمعة بالمركز الدولي مولاي رشيد للشباب والطفولة ببوزنيقة، أشغال المؤتمر ال 18 لحزب الاستقلال، بمشاركة 3600 مؤتمر ومؤتمرة يمثلون مختلف جهات المملكة.

المغرب وجيبوتي يوقعان مذكرتي تفاهم في مجالي الصحة والحماية الاجتماعية

السبت, 27 أبريل, 2024 في 0:13

وقّع المغرب وجيبوتي، اليوم الجمعة بالرباط، مذكرتي تفاهم ترومان تعزيز التعاون بين البلدين في مجالي الصحة والحماية الاجتماعية.

الرباط .. سبل تعزيز التعاون البرلماني محور مباحثات مغربية – فرنسية

السبت, 27 أبريل, 2024 في 0:09

أجرت رئيسة لجنة الخارجية والدفاع الوطني والشؤون الإسلامية والمغاربة المقيمين في الخارج بمجلس النواب، سلمى بنعزيز، اليوم الجمعة بالرباط، مباحثات مع رئيس مجموعة الصداقة البرلمانية فرنسا – المغرب، كريم بن الشيخ، الذي يقوم بزيارة للمملكة رفقة عدد من أعضاء المجموعة.