اختتام مهرجان فاس للموسيقى العالمية العريقة بحفل ضخم للجوقة الملكية من بريطانيا ومجموعة الفلامينكو الاسبانية

فاس – اختتمت يوم السبت بساحة باب الماكينة التاريخية بمدينة فاس الدورة ال 25 من مهرجان فاس للموسيقى العالمية العريقة، بحفل كبير للجوقة الملكية من بريطانيا ومجموعة الفلامينكو الاسبانية.

ولقي الحفل ترحيبا فائقا من قبل الجمهور الغفير الذي غصت به منصة باب الماكينة الذي واكبه رقصا وغناء .

وغير بعيد من هناك استقبلت منصة باب بوجلود سامي الراي وسعيد مسكر في أغاني ورقصات لفن الراي، مختتما بدوره فعاليات مهرجان باب بوجلود والذي خصص لحفلات الفنانين المغاربة طيلة أيام المهرجان.

وغنت الجوقة الملكية بقيادة مديرتها ومؤسستها كارين جيبسين عن الحرية بألحان الموسيقى الدينية المستمدة من تاريخ العبودية المحزن حيث كان السود يغنون خلسة في الليل .

وقد تحولت هذه الأناشيد الروحية التي تمزج بين التقاليد الإفريقية والألحان الأوربية صوب ريبيرتوار صار اليوم عالميا ومنه انبثقت موسيقى الساول .

ومن جانبها نقلت فرقة الفلامينكو الاسبانية بقيادة خوصيه ميرثيه وطوماتيتو نكون ،الجمهور  الى الموسيقي الإيبيرية التقليدية بتأثيراتها العربية والغجرية والأداء الصوتي القوي والعزف بالقيثارة.

وعرفت الدورة ال 25 من المهرجان المنظمة تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس تحت شعار  ”فاس عند ملتقى الثقافات” حضور فنانين فارسيين وأرمينيين وتونسيين وفلسطينيين وعمانيين وسنغاليين وسوريين وفرنسيين وكولمبيين وإسبان وغيرهم أضفوا على مدى عشرة أيام نكهة خاصة على إشعاع الثقافة الصوفية بفاس.

وجرت فعاليات المهرجان في منصات باب الماكينة ودار عديل وجنان السبيل وقصر الكلاوي ودار البطحاء وباب بوجلود والكنيس اليهودي ومركب بن يوسف وقاعة فاس المدينة.

وحفلت فقرات هذه الدورة بعدد من الألوان الموسيقية الصوفية والتقليدية، كل لون منها يحاكي العمق الديني والتراثي والإنساني لفاس.

وطيلة عشرة أيام كاملة، خلق فنانون كبار حوارا مفعما بالحب والفرح ما بين ثقافات العالم.

وبالموازاة مع السهرات الغنائية نظم يومي 15 و16 يونيو، ملتقى حواري للتفكير حول موضوع “تلاقي الثقافات“ بمشاركة عدد من الجامعيين والمثقفين تم خلاله طرح العديد من الأفكار والتصورات والإستراتيجيات الواجب تطويرها بغية التشجيع والتحفيز على الحوار وإغناء التمازج والتلاقح الثقافي والديني.

وشهد المنتدى تنظيم أربع موائد مستديرة حول تاريخ الحضارات، تفاعل الشعوب والمبادلات الفنية والفلسفية بمشاركة العديد من شخصيات العالم الثقافي.

وقد عرف هذا المنتدى مشاركة كل من مفتاحة عمور وهند بن عباس الطعارجي وفوزية الشرفي وأمينة المغاري وحليمة حمدان وأحمد غيث وجيرار كوركدجيان وفرانسوا مارتيني وجورج ميشال وعبد الرحمان طنكول وفرانسوا كزافيي تيلييت وفودي سيلا وخالد زكري.

وقد أجمع معظم المتدخلين على ضرورة بسط حوار جاد، حوار بعيد عن التعصب، حوار ما بين الثقافات مبني على التعاون المجدي والعميق.