ارتفاع معدلات التضخم والبطالة والفقر ملفات شائكة تنتظر الرئيس الأرجنتيني المقبل (لقاء)

بوينوس أيريس – أكد الكاتب الصحفي الارجنتيني المتخصص في الشؤون الاقتصادية والمالية، استيبان رافيلي أن الرئيس المقبل للأرجنتين الذي سيفوز بانتخابات ال 27 من أكتوبر القادم، سيجد على مكتبه ملفات شائكة، وفي مقدمتها ارتفاع معدلات التضخم و البطالة والفقر، وهي القضايا التي تؤرق بال المجتمع الأرجنتيني في ظل الأزمة الاقتصادية التي ترخي بظلالها على البلد الجنوب أمريكي.

واعتبر الخبير الأرجنتيني، الذي حل اليوم الجمعة ضيفا على اللقاء الدوري الذي نظمه ببوينوس أيريس قطب وكالة المغرب العربي للأنباء بأمريكا الجنوبية، لمناقشة موضوع : “الأرجنتين..تداعيات الأزمة الاقتصادية عقب هزيمة التحالف الحاكم في الانتخابات التمهيدية”، أن “من سيتمكن من الوصول إلى قصر لاكاسا روسادا، سواء تعلق الأمر بماوريسيو ماكري الطامح لولاية ثانية أو بألبيرتو فيرنانديز، مرشح المعارضة، الذي حقق نتائج إيجابية جدا في الانتخابات التمهيدية (11 غشت الجاري) فإن الطريق لن يكون مفروشا بالورود أمامه بالنظر للوضعية الاقتصادية المقلقة التي تعيشها البلاد”.

وأوضح رافيلي صاحب مؤلف “إل أوترو يو” (الآخر أنا) أنه ليس هناك أدنى شك في كون أكثر الأوضاع إثارة للقلق يتمثل في الأزمة التي يمر منها الاقتصاد الأرجنتيني الذي يعاني من ارتفاعات قياسية لمعدلات التضخم التي قد تتجاوز 50 بالمائة عند متم السنة الجارية، بالاضافة إلى تراجع قيمة العملة المحلية البيسو و هو ما يؤثر بشكل كبير على مختلف القطاعات.

وتابع رافيلي، أحد أبرز الصحافيين المتخصصين في المجال الاقتصادي بالقناة الاخبارية الأرجنتينية (تي إني)، بالقول خلال هذا اللقاء “نحن أمام أزمة اقتصادية أبرز معالمها تتجلى في ارتفاع معدلات البطالة (10 بالمائة) وانخفاض نشاط الصناعات التحويلية، بالاضافة إلى تراجع أداء جميع القطاعات”.

وأوضح أن اقتصاد الأرجنتين مرتبط بشكل وثيق بالسوق المالية، التي بدورها على ارتباط بالدولار الأمريكي، وهو ما يجد تفسيره في كون العملة المحلية سجلت انخفاضا في قيمتها ما بين 20 إلى 25 بالمائة غداة الاعلان عن نتائج الانتخابات التمهيدية التي عرفت هزيمة قاسية للتحالف الحاكم بزعامة الرئيس الحالي ماوريسيو ماكري، مشيرا إلى أن الدولار الواحد بات يساوي نحو 60 بيسو، ولم يكن يتجاوز قبل الانتخابات التمهيدية 45 بيسو.

وأمام هذا الوضع، يضيف رافيلي فإن حكومة ماوريسيو ماكري اتخذت سلسلة من التدابير للتخفيف من عواقب تدني قيمة العملة المحلية، مشيرا إلى أن ارتفاع الدولار يؤثر مباشرة في نسب التضخم ويزيد من ارتفاع معدلات الفقر التي تفوق حاليا 30 بالمائة.

وجوابا عن سؤال حول ما إذا كانت هذه الإجراءات بمثابة طوق نجاة بالنسبة لماكري من أجل العودة إلى المنافسة بقوة في الانتخابات الرئاسية المقبلة بعد الهزيمة القاسية في التمهيديات، اعتبر المحلل الاقتصادي أن حظوظ ماكري تبدو ضئيلة لأنه من الصعب للغاية أن يكون بوسع الإجراءات المعلن عنها قلب المعادلة لأن نتيجة الانتخابات التمهيدية التي تعد استطلاعا للرأي، كانت بفارق بين لا يحتمل التأويل.

وبعد أن ذكر في هذا السياق بأن حسم الفوز من الدور الأول يكون للمرشح الحاصل على 45 في المائة من الأصوات أو الحاصل على 40 في المائة بفارق يتجاوز 10 في المائة عن أقرب منافس له، قال رافيلي إن هذه المعادلة حصل عليها فيرنانديز (47 بالمائة) أمام ماكري (32 بالمائة).

واعتبر الخبير الأرجنتيني أن إحدى التحديات الكبرى التي تواجهها بلاده تتمثل في الديون الخارجية، التي حصلت عليها الحكومة في الآونة الأخيرة خاصة من صندوق النقد الدولي الذي منح البلاد قرضا بقيمة 57 مليار دولار للمساعدة على احتواء الأزمة الاقتصادية، مشددا على أنه بصرف النظر عن من سيفوز في الرئاسيات المقبلة فإن الارجنتين ملزمة بالتفاوض من أجل إعادة جدولة مواعيد تسديد الديون المستحقة لدى المؤسسات المالية الدولية.

وخلص إلى أن المشهد الاقتصادي سيتغير حتما بعد الانتخابات الرئاسية المقبلة، لأن الارجنتين برأيه دخلت منذ سنوات في دوامة أزمات دورية تغير جلدها بتغير من يصل إلى قصر لاكاسا روسادا، دون أن يستبعد حدوث مفاجآت انتخابية في بلد اعتاد على التقلبات السياسية والاقتصادية.

ويندرج هذا الموعد في إطار اللقاءات الدورية التي دأب قطب الوكالة بأمريكا الجنوبية على تنظيمها من أجل خلق فضاء لمناقشة مختلف القضايا الراهنة المحلية والإقليمية والدولية.

ويعمل قطب الوكالة بأمريكا الجنوبية، الذي يتخذ من العاصمة الأرجنتينية بوينوس أيريس مقرا له، على تنظيم لقاءات بشكل دوري، بحضور مختلف وسائل الإعلام المحلية والدولية، تستضيف فعاليات وشخصيات من مشارب شتى، لا سيما من عالم السياسة والثقافة والاقتصاد والإعلام والرياضة، لتسليط الضوء على قضايا تكتسي طابع الراهنية وأخرى تهم العلاقات المغربية الأمريكية اللاتينية.