الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين لجهة الرباط سلا تنخرط في تفعيل السياسة الجديدة للهجرة عبر إدماج أبناء المهاجرين في المدرسة المغربية

الرباط – تحرص الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين لجهة الرباط سلا زمور زعير، في مواكبتها لعملية تسهيل إدماج أبناء المهاجرين المنحدرين من دول جنوب الصحراء والساحل الإفريقي، على توفير فضاء ملائم يساعد هؤلاء الأطفال على الاندماج في المنظومة التربوية المغربية.وتشكل عملية تسهيل إدماج أبناء المهاجرين في المدرسة المغربية العمومية والخاصة، والتي تندرج في إطار المذكرة التي أصدرتها وعممتها وزارة التربية الوطنية مؤخرا على جميع النيابات والأكاديميات بالمملكة لحماية حقوق المهاجرين المتواجدين فوق التراب الوطني،

وتعمل الأكاديمية الجهوية بتنسيق مع النسيج الجمعوي ومنظمات دولية تعنى بالمهاجرين، على تسهيل عملية اندماج أبناء هذه الفئة في محيطهم المدرسي عبر تنظيم ورشات للتحسيس والتواصل مع عائلات الأطفال للاستفادة من التسهيلات المتاحة التي تمنح لأبنائهم الحق في التمدرس.

وأوضح مدير الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين محمد اضرضور، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن الأكاديمية قامت، في إطار مواكبة جهود الحكومة لتسوية أوضاع المهاجرين من دول جنوب الصحراء والساحل الإفريقي ووفق توجيهات الوزارة الوصية، باستقطاب أبناء هؤلاء المهاجرين وهما فئتان، الأولى لتلاميذ في سن التمدرس يتم توجيههم إلى المدارس العمومية، والثانية لمن تجاوزوا سن التمدرس ويتم تسجيلهم في أقسام التربية غير النظامية.

واشار إلى أن المؤسسات التعليمية بمدينتي الرباط وسلا عرفت تدفقا كبيرا لأبناء المهاجرين بعد تسوية وضعية آبائهم، مضيفا أن عملية التسجيل مستمرة ولا تنحصر في بداية السنة ، وأن طلبات التسجيل تتم دراستها عبر لجنة أحدثت على مستوى الأكاديمية بتنسيق مع النواب الإقليميين.

وسجل مدير الأكاديمية انخراط هؤلاء التلاميذ في مختلف الأنشطة التربوية التي تنظمها الاكاديمية واندماجهم داخل الوسط المدرسي.

وعن الآفاق المستقبلية، أكد السيد اضرضور على أهمية توفير بنية استقبال جيدة ” لنتمكن من إدماج هؤلاء الأطفال الذين نعتبرهم رعايا انسجاما مع التوجيهات الملكية السامية في هذا الصدد ” .

وتستقبل المؤسسات التعليمية بنيابتي الرباط وسلا 100 طفل وطفلة يتابعون دراستهم بالتعليم الابتدائي، منهم 88 بنيابة الرباط، و12 بنيابة سلا قدموا من بلدان الكونغو وكوت ديفوار والكاميرون وغينيا والغابون وغانا ومالي و السينغال.

وتعمل الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين لجهة الرباط سلا زمور زعير، بتنسيق مع المفوضية السامية لشؤون اللاجئين منذ الموسم الدراسي 2009/2010، على تسجيل أبناء المهاجرين الذين استفادوا من التتبع والمرافقة بمؤسسة ” شرق غرب ” في المؤسسات التعليمية الابتدائية بالجهة.

من جهته، أوضح محمد أحجام مدير مدرسة الإمام مالك التي تستقبل 10 تلاميذ من أبناء المهاجرين، في تصريح مماثل، أن اندماج أسر هؤلاء التلاميذ مع ساكنة الأحياء سهل اندماج أبنائهم في المنظومة المدرسية، مشيرا إلى مثابرتهم وتمكنهم من الحصول على نقط جيدة في الاختبارات المدرسية.

كما أشارت حليمة قاسمي، مسؤولة الدعم التربوي وتكوين أبناء المهاجرين ب”جمعية أم البنين”، إلى أن الجمعية تعمل، في إطار اتفاقية الشراكة التي تجمعها مع الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين، على تسهيل عملية الإدماج هاته عبر لقاءات مع مدراء المؤسسات التعليمية بكل من الرباط وسلا، وتنظيم ورشات تحسيسية لفائدة عائلات الأطفال لتشجيعهم على تمدرس أبنائهم والتعريف بالمدرسة المغربية .

وأبرزت أن تدخل الجمعية، التي تنشط أيضا في مجال حماية المرأة المهاجرة وأطفالها، يتم عبر مشروع ” تمكين المهاجرين ” الذي يموله الاتحاد الأوروبي بشراكة مع جمعيات أخرى، من خلال ثلاثة محاور أساسية تتمثل في الصحة والتربية والتعليم والجانب الحقوقي.

وأضافت أن الجمعية ستنجز، بتنسيق مع جميع المتدخلين، تقريرا خاصا حول إدماج أطفال المهاجرين الأفارقة بجهة الرباط يتناول جزء منه حقوق الطفل، ووضعية هؤلاء الأطفال وكيفية إعدادهم قبل الإدماج في المدرسة المغربية.

وكان المغرب قد أطلق في فاتح يناير الماضي عملية استثنائية لتسوية وضعية الأجانب في إطار التوجيهات الملكية السامية المتعلقة بالسياسة الجديدة للهجرة بالمغرب، وتسهيل إدماج أبناء المهاجرين في محيطهم المدرسي، ومساعدتهم على تحسين ظروفهم الاجتماعية والاقتصادية.

 ( إعداد .. فاطنة خراز )