التظاهرة الخطابية “تكنولوجيا، ترفيه، تصميم”: فرصة لتعزيز قدرات الشباب التواصلية حول مشاريعهم المبتكرة

(يونس بن زينب)

الرباط – تشكل تظاهرات “تكنولوجيا، ترفيه، تصميم” الخطابية، فرصة ملائمة لاحتضان الأفكار المبتكرة للشباب الراغبين في تقديم مشاريعهم الطموحة.

هذا المفهوم الذي ظهر بالولايات المتحدة خلال ثمانينيات القرن العشرين، يعرف شعبية متزايدة عبر كافة أنحاء العالم. أمام جمهور عريض، يقدم رجال ونساء يحملون أفكار مبتكرة، خلال حيز زمني مدته 18 دقيقة، مسارا أو فكرة أو رؤية بشأن موضوع معين.

تتنوع مجالات الأفكار، أو المشاريع بين العلوم والسياسة والفن والموسيقى أو الهندسة المعمارية، وعلى مر السنوات، تم تعميم هذا المفهوم عبر العالم تحت اسم علامة “تكنولوجيا، ترفيه، تصميم” (تي إي دي إكس).

بالدار البيضاء والرباط ومراكش وغيرها من مدن المملكة، يتم، خلال السنوات الأخيرة تنظيم العديد من فعاليات هذه التظاهرة الخطابية، بمساهمة من مؤسسات تعليمية أو مقاولات أو جمعيات.

واحتضنت مدينة الرباط، السبت الماضي أحدث تظاهرة من هذا النوع، نظمتها جمعية “شباب الحي” حول موضوع “ابحث عن الخروج من منطقة الراحة” (سيك ديسكمفورت)، لدعوة الجمهور إلى التخلي عن العادات المكتسبة وخوض تجربة جديدة، حسب المنظمين.

بالنسبة للمتحدثين، يشكل التعبير عن الذات خلال هذه التظاهرات فرصة للتعريف بفرد أو مجموعة من الشباب قادرين على إلهام الآخرين من أجل التغيير والابتكار. غير أن المشاركة في هذه التظاهرة ليس بمقدور الجميع.

في هذا الإطار، يوضح بهاء الدين البورقادي، رئيس “تكنولوجيا، ترفيه، تصميم بمدينة العرفان” أن اللجنة التنظيمية رصدت مجموعة من الشباب “المؤثرين” الذين نجحوا، على المستوى المحلي وخارج المغرب على حد سواء.

ومن بين المتحدثين الذين تمت استضافتهم، شيماء المهداوي، الشابة المغربية التي تم انتقاؤها للتعريف بمشروعها “سلامتي”، المنصة الإلكترونية الخاصة بالهواتف الذكية، والمخصصة للمسافرين، من خلال تقديم معلومات حول الوقاية والتمنيع ضد الأمراض، في تجسيد واضح للنموذج الناجح، إذ أن المقاولة الناشئة احتلت، في يناير الماضي، المركز الأول في إطار مبادرة قطرية لتشجيع رواد الأعمال (الأكاديمية العربية للابتكار).

وأعربت شيماء، الطالبة في سلك الماستر (تخصص بيولوجيا السرطانات بجامعة محمد السادس لعلوم الصحة بالدار البيضاء)، عن اعتزازها بتتويج مشروعها، من بين 200 ترشيح من 30 جنسية مختلفة، وذلك بفضل الشجاعة والمجهود والإصرار، ولكن أيضا بفضل حس اتخاذ المبادرة.

أما التجربة الأخرى التي أثارت اهتماما واسعا لدى الجمهور، فقد تمثلت في تقديم مشروع “إنسباير كورب”، المقاولة المتخصصة في الصحة العقلية التي تنشط في تطوير المناعة والذكاء العاطفي.

وحسب مؤسسة المقاولة، الأخصائية النفسية جهاد بنيموسى، فإن التحدي يتمثل في الخروج من “منطقة الراحة”، انطلاقا من تجربة الطبيب داخل العيادة، والعمل على تبني مقاربة جديدة، لتقديم الخدمات لدى المدارس والجامعات.

ومنذ إحداثها، توضح الأخصائية النفسية الشابة باعتزاز، نجحت المقاولة في تطوير برامج خلاقة في مجال العلاج النفسي باللغة العربية والانجليزية لمساعدة الشباب بالمغرب والعالم العربي على تطوير قدراتهم العاطفية والكشف المسبق عن المشاكل ذات الطابع النفسي.

وشكلت مساعدة الشباب على تقديم الأفضل، أيضا، عنوان خطاب المدون مصطفى فكاك، المعروف لدى الجمهور باسم “سوينغا”، إذ تمحورت مداخلة مقدم سلسلة الفيديوهات الناجحة “أجي تفهم”، حول نصائح فعالة لمساعدة الشباب على الإبداع واغتنام الفرص الجديدة. واعتبر صاحب القناة على موقع التواصل “يوتيوب” أن الأشخاص الذين ينجحون هم الأكثر تحفيزا على معانقة تحديات جديدة.

ولم تفت “اليوتيوبر” الذين تتوفر قناته على آلاف المشتركين، الفرصة لدعوة الشباب الذين يميلون إلى الإنتاج الفني، إلى الاستفادة من الشبكات الاجتماعية لتطوير مهاراتهم، والمساهمة في النهوض بالثقافة والمعرفة لخدمة المجتمع.