المؤتمر الرابع “الهند إفريقيا” حول الهيدروكاربورات.. خطوة أخرى لدعم مسار الشراكة المتميزة بين الجانبين

(مراسل الوكالة بنيودلهي: سعد أبو الدهاج)

نيودلهي – تنعقد، غدا الخميس بالعاصمة نيودلهي، أشغال الدورة الرابعة لمؤتمر “الهند إفريقيا” حول الهيدروكاربورات، بمشاركة وفود نحو 25 دولة إفريقية، يتقدمها المغرب الذي يحضر كضيف شرف.

ويعد المؤتمر، الذي تشارك فيه المملكة بوفد هام يقوده السيد عبد القادر اعمارة وزير الطاقة والمعادن والماء والبيئة، و يتكون من السيدة أمينة بنخضراء المديرة العامة للمكتب الوطني للهيدروكاربورات والمعادن وعدد من المسؤولين المركزيين بالوزارة، خطوة أخرى لدعم مسار الشراكة المتميزة بين الهند والقارة الإفريقية.

ويهدف المؤتمر الرابع “الهند إفريقيا” حول الهيدروكاربورات، المنظم على مدى يومين، إلى إرساء مزيد من التعاون بين الهند والدول الإفريقية، وتعزيز الشراكة القائمة بينهما في قطاعي النفط والغاز الطبيعي، فضلا عن مواصلة المناقشات التي من شأنها تقوية الروابط التي تجمع بين الجانبين.

وتسعى هذه التظاهرة إلى تعزيز أسس الشراكة بين الجانبين الهندي والإفريقي، من حيث إنها ستمكن نيودلهي من تأمين وتعزيز أمنها الطاقي، في مقابل تشجيع نمو وتطور قطاع النفط والغاز الطبيعي في أنحاء القارة السمراء على عدة مستويات، تشمل على الخصوص بناء القدرات في المجال ودعم الاستدامة البيئية وتكوين الموارد البشرية وإحداث فرص الشغل.

كما يتوخى المؤتمر استكشاف فرص الاستثمار الممكنة وتعزيز آليات التجارة الثنائية بين الهند والبلدان الإفريقية في هذا القطاع الحيوي، وتوفير مجال أرحب للوزراء والمندوبين الأفارقة والهنود من أجل تبادل وجهات النظر والرؤى ورسم خارطة طريق للتعاون في القطاع الطاقي.

وسيعرف المؤتمر حضور عدد من القادة والفاعلين الرئيسيين في عالم الطاقة للتواصل مع نظرائهم من المؤسسات والجهات ذات التأثير القوي في هذا المجال، واكتساب آفاق جديدة من خلال حضور كبار المديرين التنفيذيين ورجال الأعمال البارزين من الهند وخارجها، واغتنام فرص تواجد عدد من الخبراء في مجال تطوير الاستراتيجيات الكفيلة بتعزيز التعاون في مجال الطاقة.

وإذا كانت الهند والقارة الإفريقية قد تمكنتا، على الدوام، من نسج علاقات سياسية وتاريخية وثقافية متينة، فإنهما مدعوتان إلى تعزيزها من الناحية الاقتصادية والطاقية، بما أن الهند تستورد ما يقرب من 75 في المائة من احتياجاتها النفطية، في حين أن العديد من البلدان الإفريقية غنية بالموارد الطاقية.

وفي هذا الصدد، تشير المعطيات والأرقام إلى أن الواردات الإفريقية من الطاقة أضحت مهمة لتلبية حاجيات الهند، إلى درجة أن بلدا إفريقيا مثل نيجيريا شكلت ثاني أكبر مورد للنفط إلى الهند إلى حدود يونيو 2015، ما يجعل الموارد الطبيعية الهائلة التي تزخر بها إفريقيا عاملا مهما يمكن أن يجعل منها شريكا أساسيا ورقما صعبا في سياسات الحكومة الهندية، كما يمكن اعتبارها فرصة أمام شركات النفط الهندية لتعزيز شراكاتها مع دول القارة السمراء.

على أن القدرات الطبيعية والبشرية، التي تتوفر عليها إفريقيا، تعد كذلك حافزا قويا لتشجيع المؤسسات والهيئات الهندية على إرساء تعاون مثمر وشراكات متميزة خارج قطاع الطاقة، من خلال توجيه الرساميل والاستثمارات الهندية نحو دعم المشاريع التي تستجيب لاحتياجات التنمية في إفريقيا.

ويعد تنظيم مؤتمر “الهند إفريقيا” حول الهيدروكاربورات، تكملة لأشغال القمة الثالثة لمنتدى الهند إفريقيا 2015، التي نظمت خلال الفترة الممتدة من 26 إلى 29 أكتوبر المنصرم بنيودلهي، كما يعتبر تكريسا للعلاقات التاريخية الوثيقة بين الهند والقارة الإفريقية.

وكانت القمة الثالثة لمنتدى الهند إفريقيا 2015 قد حددت إطارا يشمل المجالات الرئيسية التي ينبغي على الهند وإفريقيا العمل عليها، في مقدمتها الأمن الطاقي باعتباره مجالا أساسيا لتطوير آفاق العلاقات الثنائية، وذلك من خلال استجابة الموارد الطاقية الضخمة في إفريقيا للنمو السريع للطلب وتواجد الموارد البشرية واعتماد الخبرة والتكنولوجيا والقدرة على استثمار الرأسمال البشري والمادي، ما يجعلهما شريكين طبيعيين من أجل النمو في المستقبل.

يذكر أن المؤتمر الرابع “الهند إفريقيا” حول الهيدروكاربورات نظم للمرة الأولى في سنة 2007 بهدف تعزيز العلاقات التجارية الثنائية في قطاعي النفط والغاز الطبيعي، وتبادل وجهات النظر بشأن السياسات والإطارات التنظيمية، وتوفير فرص أكبر لشراكات استراتيجية بين الجانبين.

كما يسعى المؤتمر، الذي تنظمه وزارة الدولة الهندية في النفط والغاز الطبيعي، إلى الدفع بالمناقشات حول التعاون في مجال الطاقة بين الهند والبلدان الإفريقية ، ومواصلة الإنجازات التي تم تحقيقها في المؤتمرات الثلاث الأولى التي أقيمت في سنوات 2007 و2009 و2011 .