المعرض الدولي للنشر والكتاب… تتويج التلاميذ الفائزين بجائزة مسابقة “ألوان الأقصى” نسخة 2022-2023

الرباط – نظمت وكالة بيت مال القدس الشريف، بتعاون مع الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين لجهة طنجة تطوان الحسيمة، اليوم الجمعة بالرباط، حفلا لتتويج التلاميذ الفائزين بجائزة مسابقة “ألوان الأقصى” نسخة 2022-2023، عن أحسن لوحة تشكيلية من إبداع المدارس.

وتميز هذا الحفل، على الخصوص، بحضور وزير التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، شكيب بنموسى، والسفير الفلسطيني بالمغرب جمال الشوبكي، وشخصيات تنتمي إلى عالم الدبلوماسية والثقافة.

وتهدف هذه الجائزة، السنوية المفتوحة في وجه تلاميذ المدارس الابتدائية والإعدادية الذين تتراوح أعمارهم ما بين 09 و 14 سنة، إلى تربية الناشئة على مكانة المدينة المقدسة، ونشر الوعي بأهمية المقدسات الدينية بالمدينة والحفاظ عليها كرمز للتعايش والسلام بين أتباع الديانات السماوية الثلاث.

وبلغ عدد المشاركين في هذه الدورة، التي نظمتها وكالة بيت مال القدس الشريف في إطار البرمجة الثقافية السنوية ضمن فعاليات الدورة الـ 28 للمعرض الدولي للنشر والكتاب، 80 تلميذ وتلميذة.

وهكذا، فقد كانت الجائزة الأولى من نصيب التلميذة ندى شوشة ، من مدرسة “أجيال زيليس” (المديرية الإقليمية طنجة أصيلة)، فيما عادت الجائزة الثانية مناصفة لكل من أمينة زغتور من مدرسة أبي بكر الصديق (المديرية الإقليمية المضيق الفنيدق) وهدية الله الرحموني من مدرسة سليمان الحوات (المديرية الإقليمية بشفشاون).

وفاز بالجائزة الثالثة مناصفة كل من ضحى شهوان من مدرسة “جيل التحدي” (المديرية الإقليمية طنجة أصيلة)، وإسراء أزجط من “مدارس الحومة” ( بالمديرية الإقليمية الحص أنجرة)، فيما آلت الجائزة التشجيعية إلى كل من إحسان العلمي العروسي من المدارس الدولية بالعرائش، ومصحب حياتي من مؤسسة جيل التحدي الخاصة بمديرية طنجة أصيلا.

وبهذه المناسبة، قال المدير المكلف بتسيير وكالة بيت مال القدس الشريف، محمد سالم الشرقاوي، في كلمة له، إن نسخة هذا العام من مسابقة “ألوان القدس” التي نظمت تحت تحت شعار ” القدس مدينة لكل الأديان “، تأتي في إطار تخليد الوكالة ليوبيلها الفضي، بمرور 25 عاما على دخولها الفعلي حيز العمل، معتبرا أن فكرة الجائزة قد نضجت ووُضعت لها منهجية التنفيذ بإشراك النوادي والمُحترفات الفنية، والمعلمين المتخصصين في الرسم والتلوين، والجماليات، وتوسع مداها بما يتلاءم مع الرغبة الجماعية في إشاعة ثقافة الفنون، وتهذيب الأذواق، بين تلاميذ المدارس الابتدائية والإعدادية الذين تتراوح أعمارهم بين 9 و 14 سنة.

وأضاف أن الوكالة أقامت، بمقرها في القدس، نادي “أطفال من أجل القدس”، الذي يشرف على إقامة الفعاليات والأنشطة اللامنهجية في المدارس والإعداديات، ويُنظم رحلات الترفيه والمخيمات، ضمن برنامج مُندمج.

أما المخيم الصيفي، الذي تنظمه الوكالة في المغرب، فقد قال السيد الشرقاوي إنه منذ 14 عاما استفاد منه أزيد من 650 طفلا وطفلة من القدس، معتبرا إياهم سُفراء فوق العادة للمملكة المغربية في القدس، مشيرا إلى جهود المغرب المتمثلة في وضع برمجة خاصة بالأطفال واليافعين، ضمن الأنشطة السنوية للمركز الثقافي المغربي – بيت المغرب في القدس، ليمنح مساحة إضافية للتنشيط الثقافي والفني لمؤسسات القدس، بعد افتتاحه.

وكشف أنه خلال هذه الدورة شارك 80 تلميذا وتلميذة، دخلت 39 لوحة مضمار التباري ضمن القائمة القصيرة، توزعت على 20 لوحة لتلاميذ من سلك الابتدائي، و19 لوحة لتلاميذ من سلك الثانوي الإعدادي، لينتهي قرار لجنة التحكيم إلى إعلان 7 فائزين، ستة من الإناث وفائز واحد من الذكور.

وبالمحصلة، يضيف السيد الشرقاوي، فإن عدد الأعمال المشاركة في الدورات الأربع من المسابقة قد بلغ ما يزيد عن 900 عملا، في مرحلة التأهيل الأولي، اختيرت منها 350 لوحة بلغت مرحلة التباري، لتكون فكرة المسابقة قد بدأت تُحقق أهدافها، الرامية إلى تعزيز وعي الناشئة بالتاريخ المُشرف لارتباط المغاربة بالمدينة المقدسة، وبأهمية المجهود المُقدر التي تبذله المملكة المغربية، بقيادة صاحب الجلالة الملك محمد السادس، رئيس لجنة القدس، لحماية المدينة وصيانة مقدساتها وإشاعة مُثلها وقيمها كمركز للسلام وللعيش الواحد بين أتباع الديانات السماوية الثلاث.

من جانبه، أعرب السيد بنموسى، في كلمة له، عن سعادته بحضور حفل توزيع جوائز هذه المسابقة التي تهدف إلى ترسيخ قيم التسامح والعيش المشترك، والرفع من درجة الوعي بأهمية القدس الشريف في نفوس التلميذات والتلاميذ، الذين تألقوا في إبداع رسومات بألوان تبرز المقدسات الدينية التي تتميز بها هذه المدينة المقدسة، وتؤكد على ضرورة الحفاظ على هذه الهوية الدينية والحضارية باعتبارها رمز للتعايش والسلام.

وكشف أن خارطة الطريق لإصلاح منظومة التربية الوطنية 2022/2026 جعلت من الأنشطة الموازية وأنشطة التفتح أحد ركائزها الأساسية، وذلك وعيا بأهمية اكتساب المتعلمات والمتعلمين لمهارات التعبير الفني والجمالي، والارتقاء بالذوق والوجدان لديهم، وإذكاء روح التنافس الشريف بينهم.

وأضاف أن خطة الإصلاح هذه اعتبرت أن النهوض بالأنشطة الموازية وأنشطة التفتح وتيسير مهمة ولوج التلميذات والتلاميذ له أثر إيجابي في تعزيز هذه التعلمات من جهة، وفي إبراز المواهب وصقلها والمساهمة في خلق شخصية منفتحة ومتفتحة من جهة أخرى، فضلا عن تقوية جاذبية المدرسة المغربية واستعادة الثقة إليها، وضمان إشعاعها ضمن محيطها الثقافي والفني والاجتماعي.

وأبرز أن مسابقة “ألوان القدس” التي دأبت على تنظيمها، وكالة بيت مال القدس الشريف بتعاون مع الوزارة، تعتبر مبادرة محمودة تستحق الثناء والتقدير، معتبرا أنها تتماشى مع أهداف ومضامين خارطة الطريق المشار إليها، مشددا على أن هذه المناسبة تشكل فرصة سانحة أمام التلميذات والتلاميذ لإبراز مواهبهم والتعبير عن مدى تعلقهم بمدينة القدس الشريف، من خلال الخطوط والرسوم والألوان، ومدى قدرتهم على استثمار فن الرسم في إظهار الخصوصيات الدينية والحضارية لهذه المدينة المتفردة باعتبارها رمزا للتعايش والسلام.

من جانبه، قال السيد الشوبكي إن لهذه المسابقة أهمية خاصة على اعتبار أنها تدعو إلى التسامح الديني، مؤكدا أن فسلطين منفتحة على كل الأديان والثقافات.

وشدد السفير الفلسطين على أن هذه الجائزة تعكس تمسك أبناء المغرب بهوية وعروبة القدس الشريف وإخلاصهم لانتمائهم.

وتميز هذا الحفل بتوقيع بروتوكول تعاون بين وكالة بيت مال القدس الشريف والأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين لجهة فاس مكناس لتنظيم الدورة الخامسة من مسابقة “ألوان القدس” بالمؤسسات التعليمية التابعة للأكاديمية، وذلك بهدف تأطير وتأمين مشاركة أكبر عدد من التلاميذ في هذه المسابقة الهادفة.