خطاب العرش يؤسس لرؤية ملكية للتنمية الاجتماعية كمشروع استراتيجي ركائزه خلق فرص الشغل ودعم الاستثمار (أستاذ جامعي)

طنجة  –  قال أستاذ القانون الإداري، عادل تميم، إن الخطاب الملكي، الذي ألقاه صاحب الجلالة الملك محمد السادس أمس الأحد بمناسبة عيد العرش المجيد، يقدم تصورا واضحا ودقيقا لقضايا التنمية، كما يؤسس لرؤية ملكية للتنمية الاجتماعية باعتبارها مشروعا استراتيجيا ركائزه خلق فرص الشغل ودعم الاستثمار.

وأبرز الأستاذ الجامعي، الذي يشغل أيضا منصب مدير ورئيس تحرير مجلة استشراف للدراسات والأبحاث القانونية الصادرة من طنجة، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن جلالة الملك أولى عناية خاصة للمجال الاجتماعي في خطاب العرش، لافتا إلى أن الخطاب “يؤسس لمشروع اجتماعي استراتيجي، عبر رؤية واضحة وتصور عملي وتوجيهات مركزة للنهوض بالمجال الاجتماعي”.

في هذا الصدد، أوضح أستاذ القانون الإداري بجامعة ابن زهر أن التصور الملكي للنهوض بالمجال الاجتماعي يقوم على عدة ركائز مهمة، تنطلق من التشخيص والتقييم وذلك بالوقوف على مكامن الخلل، حيث أكد جلالة الملك على ما يعانيه المجال الاجتماعي من تشتت في الجهود وعدم قدرة برامج الدعم والحماية الاجتماعية على استهداف الفئات المعنية، جراء التداخل الكبير وعدم التنسيق بين الفاعلين فيه، الشيء الذي يهدر إمكانات مالية مهمة بدون تحقيق الفعالية والنجاعة المطلوبين.

وأمام هذا الوضع، سجل الأستاذ الجامعي أن صاحب الجلالة الملك محمد السادس دعا جميع الفاعلين المعنيين للقيام بإعادة هيكلة شاملة وعميقة للبرامج والسياسات الوطنية في مجال الدعم والحماية الاجتماعية، وإلى جانب ذلك قدم جلالته مجموعة من التدابير من بينها إحداث السجل الاجتماعي الموحد، وتقوية برامج دعم التمدرس ومحاربة الهدر المدرسي، وإطلاق المرحلة الثالثة من المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، وتصحيح الاختلالات التي يعرفها القطاع الصحي، ودعم القدرة الشرائية لفئة الشغيلة من خلال إنجاح الحوار الاجتماعي.

ونوه بأن جلالته اعتبر أن خلق فرص الشغل يعتبر من أسمى أشكال الحماية الاجتماعية، والذي يتطلب فتح ثلاث أوراش كبيرة ومهمة، تتمحور حول إصدار ميثاق اللاتمركز الإداري، الذي يعد ضروريا لمواكبة وتعزيز المكتسبات في مجال اللامركزية عامة وفي مجال الجهوية المتقدمة خاصة، بالإضافة إلى إخراج ميثاق جديد للاستثمار، واعتماد نصوص قانونية تهدف إلى تبسيط المساطر والإجراءات أمام المستثمرين وتحسين العلاقة بين الإدارة والمواطنين.

وفيما يخص المقاربة التي يجب اعتمادها لتصحيح الاختلالات وتحقيق المنجزات، ذكر الباحث الجامعي بأن جلالة الملك شدد على ضرورة العمل الجماعي والتخطيط المسبق بين مختلف المؤسسات والفاعلين من أعضاء الحكومة وأحزاب سياسية، هذه الأخيرة يتعين عليها العمل على استقطاب نخب جديدة وتعبئة الشباب للانخراط في العمل السياسي.