آخر الأخبار
شنغهاي.. سحر الشرق الصيني

شنغهاي.. سحر الشرق الصيني

الإثنين, 13 يناير, 2020 - 12:26

(بقلم: نورالدين بوشيخي)

شنغهاي – تشهد شنغهاي منذ عقود تحولا حقيقيا غير وجه هذه المدينة التي تأوي أزيد من 25 مليون نسمة. فالعاصمة الاقتصادية للصين التي أعيد بناؤها بشكل عشوائي منتصف القرن الماضي تكتب اليوم تاريخ المجد الصناعي لبلد كان اقتصاده إلى وقت قريب يئن تحت وطأة ركود خانق.

ليل شنغهاي كنهارها، حركة دؤوبة، حشود المارة تجوب الشوارع بإيقاع رجال آليين، أبراج وناطحات سحاب زجاجية تتحدى الجاذبية ومباني مبلطة بالمرمر تطل على المعابد والقصور القديمة في حوار معماري حضاري متجانس يعكس القيم الجمالية للعمارة الصينية ويشهد على عظمة هذه الحضارة وإنسانيتها.

النموذج الحضري الذي تقدمه شنغهاي ليس وليد الصدفة، بل نتاج حركية متراكمة التأمت فيها مجهودات السلطات وإرادة النهوض لدى أبناء البلد. سلطات المدينة أضافت لبنات جديدة في هذه الدينامية. ولعل المشروع الضخم للمركز المالي الجديد “بودونغ” خير مثال على هذا الاسهام الحضري. فهذا الحي المالي المطل على نهر هوانغبو أضحى متنفسا للساكنة وشريانا رئيسيا تتمحور حوله حركة الناس في المدينة ونمو اقتصادها.

في شنغهاي والصين عامة، لا تكف العين عن استقراء مشاهد الجمال الطبيعي. فأراضي دانكسيا، الواقعة جنوب شرق البلاد تجسد نوعا فريدا من الصخور الرسوبية الملونة على المنحدرات الحادة، وتشكل لوحات فنية بديعة. شلالات (هوكو) وبحيرات (فوشيان) وتعرجات بركانية وأشجار مختلفة الألوان تنتشر كمراوح أسطورية على التلال.

جغرافية شنغهاي تحتاج إلى تأمل، تخترقها أنهار وبحيرات وجداول، أضفت عليها رونقا وجمالا وحولتها إلى مدينة الطبيعة والمال. غير أن ما صنعته سواعد الصينيين يضاهي جمال الطبيعة. قصور إمبراطورية تقاوم عوائد الزمن ومعابد بوذية تحفظ التراث العقائدي للساكنة، ومجمعات صناعية تعمل كخلايا نمل، تغزو منتجاتها مختلف أرجاء العالم.

على جنبات شارع “نانجينغ ويست رود” الشهير ، حيث يتواجد معبد “جيانغ آن” التاريخي، تتكاثر الأسواق التجارية، تؤثث فضاءاتها لافتات تتبارى في الاعلان عن عروض مغربية في البضائع والأسعار، وتعرض منتجات متنوعة تصنع خصوصية البلد. الفوانيس والأواني الخزفية الصينية ذائعة الصيت لا يخلو منها منزل، الأقنعة مكون أساسي في الثقافة الصينية العريقة، تستخدم في الـ “بيان ليان” أو ما يعرف بفن أقنعة الوجوه، فن درامي عريق مرتبط بالأوبرا الصينية تعود نشأته قبل حوالي 400 عام.

أما بالنسبة للمطبخ الصيني، فلا يكاد يخلو شارع أو زقاق في شنغهاي من مطاعم تقدم أغلبها أشهر الأطباق الصينية التقليدية ك”النودلز” و”تشونغ فين”، وهي لفائف رقيقة من دقيق الأرز محشوة بالقمرون، وشوربة “وان تان” والفطائر الملفوفة، ولاسيما “ديم سوم”، أحد الأطباق الصحية التي تحضر على البخار وتقدم على سلال من الخيزران يشتهر بها المطبخ الكانتوني.

تتنوع الثقافات والديانات في شنغهاي بتنوع سكانها واختلاف أعراقهم. ثلثهم من البلدان المجاورة للصين. فالمدينة منفتحة على الأجانب حاضنة لهم، تبدد مخاوف الزائر الذي يخشى صخبها.

يعيش الشعب الصيني نمط حياة صارم، يقوم على تثمين قيمة الوقت وقدسية العمل، لكنه لم يتخل عن عمقه الانساني الرائع. فالصينيون بطبعهم محبون للأجانب الوافدين عليهم، يجدون سعادة غامرة في التقرب من “الأغراب” ولا يتخلفون عن تقديم المساعدة لهم.

بوعاء جغرافي شاسع ومناخ قاري موسمي، استطاعت شنغهاي ومن خلالها الصين تحقيق معجزة اقتصادية في زمن قياسي. ثروتها الحقيقية رأسمال بشري متحفز للابداع وإرادة راسخة في امتلاك مفاتيح المستقبل.

اقرأ أيضا

تسليط الضوء على الفرص الهائلة التي توفرها مدينة الصويرة للرحالة الرقميين

الثلاثاء, 7 مايو, 2024 في 23:46

تم اليوم الثلاثاء خلال قمة دولية انطلقت أشغالها بالفضاء الاجتماعي والثقافي “دار الصويري” بالصويرة، تسليط الضوء على الفرص الهائلة التي توفرها مدينة الرياح للرحالة الرقميين (العمل عن بعد والعيش خارج أماكن العمل التقليدية).

وزير الثقافة المالي يشيد بجهود جلالة الملك الداعمة لإشعاع الثقافة الإفريقية

الثلاثاء, 7 مايو, 2024 في 23:31

أشاد وزير الصناعة التقليدية والثقافة والصناعة الفندقية والسياحة المالي، أندوجولي جيندو، اليوم الثلاثاء بالرباط، بالجهود الموصولة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس الداعمة لإشعاع الثقافة الإفريقية.

دالاس.. افتتاح الدورة الـ16 لقمة الأعمال الأمريكية الإفريقية بمشاركة المغرب

الثلاثاء, 7 مايو, 2024 في 20:26

انطلقت اليوم الثلاثاء بمدينة دالاس في ولاية تكساس (جنوب الولايات المتحدة)، أشغال الدورة الـ16 لقمة الأعمال الأمريكية الإفريقية، بمشاركة المغرب ممثلا بوفد رفيع المستوى يرأسه الوزير المنتدب المكلف بالاستثمار والالتقائية وتقييم السياسات العمومية، محسن الجزولي.