كينيا .. أبرز قوى المعارضة توحد صفوفها في أفق الانتخابات العامة المرتقبة في غشت المقبل

     (بقلم محمد كورسي)

   نيروبي – تعمل الأحزاب المؤثرة ضمن المعارضة الكينية، التي أعلنت مؤخرا عن تشكيل تحالفها الجديد باسم “ناشيونال سوبير أليانس” (ناسا)، على رص صفوفها من أجل خوض غمار الانتخابات العامة المرتقبة في غشت القادم ضمن جبهة موحدة.

  وباتت الوحدة في مواجهة الحزب الحاكم، بقيادة الرئيس الكيني الحالي، الخيط الناظم داخل مكونات التحالف الجديد الذي يتشكل من الأحزاب التي كانت منضوية في إطار إئتلاف الإصلاح والديمقراطية (معارضة) الذي يضم المؤتمر الوطني (آماني) و 15 حزبا سياسيا صغيرا.

  ويرى قادة سياسيون ومحللون أن هذا التكتيك يظل أداة مناسبة لتقوية حظوظ المعارضة قبيل الاستحقاقات القادمة، فيما تبرز مختلف استطلاعات الرأي أن الرئيس الحالي كينياتا يتمتع بأوفر الحظوظ للفوز بولاية رئاسية جديدة.

   وكشف أحدث استطلاع للرأي أنجزته ونشرته أول أمس السبت صحيفة “دو ستار” أن كينياتا يحظى 48,1 في المائة من نوايا التصويت متفوقا بذلك بنحو 20 في المائة  على منافسيه، في مقابل 28,2 في المائة لخصمه الرئيسي، رايلا أودينغا.

  وقلص أودينغا الفارق بينه وبين الرئيس كينياتا من خلال كسبه، في ظرف شهر واحد، لـ5 في المائة من نوايا التصويت الإضافية لدى الأشخاص المستجوبين، مقارنة من نتائج الاستطلاع الأخير الذي نشر في 17 يناير الماضي.

  ومع ذلك، يبدو أن كينياتا يحظى بثقة أغلبية الكينيين (57 في المائة) الذي يعتبرون أن رئيسهم الحالي يقوم ب”عمل جيد” فيما أبدى ثلث المستطلعة أراؤهم معارضتهم لعمله وفقا لنتائج الاستطلاع الأخير الذي نشره مكتب “إيبسوس”.

   وأبرز هذا التحقيق أن 66 في المائة من الكينيين يضعون دائما ثقتهم في أوهيرو كينياتا الذي حافظ على تفوق ب 15 نقطة على منافسه أودينغا.

  وإذا كان كينياتا يستثمر في آلته الإنتخابية ممثلة في حزب “جيبيلي” عبر التنقل بمختلف مناطق البلاد بهدف تعبئة أعضاء حزبه السياسي وحث أنصاره على التسجيل بكثافة في اللوائح الانتخابية بمناسبة أوسع عملية تسجيل انتهت أمس الأحد، فإن المعارضة من جانبها تحاول وضع التحالف الجديد (ناسا) على السكة من أجل قلب هذه الميول التي تتضمنها استطلاعات الرأي التي ترجح إعادة انتخاب رئيس البلاد الحالي لولاية جديدة.

   ويعتبر محللون ومراقبون للمشهد السياسي الكيني أن مكونات “ناسا” مصممة على استعادة السلطة كما حصل سنة 2002، لكن خلافات برزت بين قادة أحزاب الائتلاف بشأن اختيار مرشحه في الانتخابات الرئاسية المقبلة وهو ما قد ينسف هذا التحالف وأهدافه.

وتظل مسألة اختيار “حامل لواء” التحالف التحدي الأكبر الذي يتعين أن ترفعه مكونات “ناسا” لا سيما وأن قادة مكوناته (وهم رايلا أودينغا، الوزير الأول السابق وزعيم الحركة الديمقراطية أورانج والمرشح الذي خسر انتخابات 2013 في مواجهة الرئيس كينياتا، وزعيم الحركة الديمقراطية ويبر والنائب السابق للرئيس، كالونزو ميسيوكا، ورئيس فورد-كينيا ووزير الخارجية السابق موسيز ويتانغولا، وزعيم المؤتمر الوطني آماني، موساليا مودافادي) قد أبدوا طموحهم بهذا الشأن ويعتبر كل واحد منهم نفسه أنه هو المرشح الأمثل.

   ومن أجل تجاوز خلافاتهم، اتفق هؤلاء الزعماء على إرساء لجنة استراتيجية مكلفة بتحديد معايير اختيار مرشح التحالف خلال الانتخابات الرئاسية القادمة واستكمال الإجراءات القانونية المتعلقة بتشكيل التحالف وتسجيله بسجل الأحزاب السياسية.

وفيما يتم التساؤل بشأن ما إذا كان قادة التحالف قادرين على تجاوز خلافاتهم حول هذه القضية المحورية، أعلنت هذه اللجنة الاستراتيجية مؤخرا أن “صيغة لتقاسم السلطة” بين مكونات التحالف في حال الفوز في الانتخابات الرئاسية القادمة تم إعدادها وأن التحالف على أتم الاستعداد للحسم في مسألة مرشحه للانتخابات الرئاسية لغشت القادم خلال الأسابيع المقبلة.

   وفي ظل هذا الوضع، تبدو الأيام المقبلة حاسمة بالنسبة لهذا الكيان الحديث الولادة ضمن المشهد السياسي الكيني.