مسالك غولف القصر الملكي والمحيط بأكادير ستكون محط إنظار ألمع نجوم ونجمات الغولف العالميين ما بين 23 و29 مارس الجاري

(إعداد: عبد الحفيظ المنصوري)
الرباط – ستكون مسالك ملاعب غولف القصر الملكي والمحيط بأكادير، في الفترة ما بين 23 و29 مارس الجاري، محط أنظار عشاق ومتتبعي رياضة الغولف عبر العالم، باستضافتها لألمع النجوم والنجمات العالميين في هذه الرياضة، والذين سيتبارون من أجل نيل لقبي الدورة ال42 لجائزة الحسن الثاني والدورة ال21 لكأس صاحبة السمو الملكي الأميرة للا مريم، المنظمتين تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس. ومما يزيد من إشعاع هذين الحدثين الرياضيين الكبيرين، اللذين تنظمهما جمعية جائزة الحسن الثاني للغولف التي يترأسها صاحب السمو الملكي الأمير مولاي رشيد، عبر العالم كونهما يستقطبان كل سنة أفضل اللاعبين المحترفين في العالم، كما يشكلان مناسبة لتلاقي شخصيات من عالم المال والأعمال والرياضة والفنون والآداب من خلال مسابقة (البرو – آم) أي لاعب محترف إلى جانب ثلاثة هواة وكأس الصداقة.
وستزيد من شدة التنافس المواجهة المرتقبة بين الإسباني أليخاندرو كانيزاريس، الذي سيكون مطالبا بالدفاع عن لقبه بطلا للدورة ال41 من جائزة الحسن الثاني والفائز مرتين بالدوري الأوربي للمحترفين، ومجموعة من اللاعبين المحترفين المتألقين أمثال الدنماركيين توماس بيورن وثوربيورن أولسن والفرنسيين غاري ستال وألكسندر ليفي وغريغوري بوردي والاسكتلندي ستيفن غالاكر والسويدي روبرت كارلسون والإنجليزيين ديفيد هورسيي وأندي سوليفان وروس فيشر والإسباني بابلو رازابال بالإضافة إلى المحترفين المغاربة يونس الحساني ورشيد الخراز وأحمد مرجان (بطاقة دعوة) واللاعب الهاوي أيوب الكيراتي، مما يعد بمستوى راق من المنافسة يعطي لهذه الدورة نكهة خاصة.
وعلى مسالك غولف المحيط، ستشهد الدورة ال21 لكأس صاحبة السمو الملكي الأميرة للا مريم، التي ستقام ما بين 26 و29 مارس فضلا عن مباريات (البرو – آم) يوم 24 مارس، بمشاركة أفضل اللاعبات في الدوري الأوربي للسيدات، حيث من المنتظر أن تواجه اللاعبة الإنجليزية شارلي هول، الفائزة بلقب السنة الماضية، مقاومة قوية من طرف لاعبات بارزات أمثال الفرنسيتين كولاديس نوسيرا وفالنتين ديري والإنجليزيات تريش جونسون ولورونتينا باركر وهولي كليبورن والنرويجية ماريانا سكاربنور والدنماركية نانا مادسون والأسترالية ريبيكا أرتيس، إضافة إلى المحترفة المغربية مها حديوي، حيث سيكون الرهان على تقاسم الجوائز المالية للكأس والبالغ مجموعها 450 ألف أورو إلى جانب التأهل إلى بطولة بريطانيا المفتوحة للغولف في دورتها القادمة والمكفول للاعبات الخمس الأوليات.
وستجرى الجولات الأربع لجائزة الحسن الثاني ابتداء من 26 إلى غاية 29 مارس، فيما ستقام منافسات (البرو – آم) أي محترف واحد مع ثلاثة هواة المخصصة أساسا لشركاء التظاهرة وضيوفهم يوم 25 مارس 2015 بغولف القصر الملكي. كما سيخوض المشاركون منافسات كأس الصداقة المنظمة على هامش المسابقة والمبرمجة يوم 28 مارس على مسالك غولف الشمس.
وتعد جائزة الحسن الثاني من بين أبرز التظاهرات الدولية في رياضة الغولف بفضل تاريخها العريق الذي يمتد على مدى أربعة عقود. وكذا بالتغطية الإعلامية الهامة والمكثفة التي تحظى بها، بحيث عرفت النسخة الماضية حضور 150 صحفيا وطنيا ودوليا كما تم تخصيص 780 ساعة من البث المباشر، على أزيد من مائة قناة تلفزية، لفائدة ما يقارب 437 مليون أسرة عبر العالم، وبقيمة إشهارية بلغت 92 مليون دولار.
وحظيت النسخة السابقة لكأس صاحبة السمو الملكي الأميرة للا مريم، التي تم إطلاقها سنة 1993 ، وهي من المسابقات الخمس الأولى في الدوري الأوربي للسيدات، ب87 ساعة من البث المباشر لفائدة 627 مليون أسرة عبر العالم، وبقيمة إشهارية فاقت مليون دولار.وبفضل مناخه الرائع والمشمس، يشكل المغرب، الذي يبقى البلد الوحيد الذي يستقبل مسابقتين منفردتين تندرجان في إطار منافسات الدوري الأوربي للذكور والإناث بنفس المدينة وفي نفس الفترة، وجهة مفضلة وبارزة للغولف حيث يستقبل أفضل اللاعبين الممارسين لهذه الرياضة.
ويعود تاريخ حضور رياضة الغولف بالمغرب إلى قرن وسنة واحدة من الزمن، وكان ذلك بالغولف الملكي بمدينة طنجة، مما شكل أول حدث من نوعه بشمال إفريقيا، ليتم بعد ذلك بسنوات فقط افتتاح الغولف الملكي بمدينة مراكش سنة 1923 ثم الغولف الملكي فضالة الذي أصبح حاليا يحمل اسم المحمدية سنة 1925.
وبفضل رؤيته الاستشرافية، قام المغفور له الملك الحسن الثاني بمنح انطلاقة جديدة للغولف المغربي، اقتناعا من جلالته بأن للمملكة كامل المقومات لتنظيم مسابقة دولية في هذه الرياضة، فأسس سنة 1971 جائزة الحسن الثاني للغولف التي أصبحت أول مسابقة في رياضة الغولف بالمغرب وشمال إفريقيا. كما قام بتجديد المسالك التي صممها المهندسون روبرت ترانت جونز، وجاك نيكلوس، وغاري بلاير وكذا كابيل روبينسون.
ويتوفر المغرب حاليا على أزيد من ثلاثين ملعبا مفتوحا في وجه ممارسي الرياضة، فضلا عن عشرة أخرى توجد في طور الإنجاز ويرتقب افتتاحها قريبا.
وحتى تشكل جائزة الحسن الثاني للغولف وكأس صاحبة السمو الملكي الأميرة للا مريم، والسياحة المرتبطة برياضة الغولف رافعة للتنمية الاقتصادية للمملكة وآلية لتنمية السياحة الوطنية، تم التوقيع على اتفاقية شراكة بين جمعية جائزة الحسن الثاني للغولف والمكتب الوطني المغربي للسياحة ستمكن من إنجاز أنشطة تنموية سواء على المستوى الوطني أو الدولي.
كما تشكل جائزة الحسن الثاني وكأس صاحبة السمو الملكي الأميرة للا مريم قاعدة حقيقية للتواصل على المستوى الوطني والدولي، وهذا ما دفع إلى خلق ملتقى حول رياضة الغولف بالمغرب سينظم كل سنة على هامش المسابقة تحت اسم “ملتقى الغولف لجائزة الحسن الثاني”.
وباتت جائزة الحسن الثاني الدولية للغولف تشكل حدثا رياضيا متميزا يعكس صورة مغرب متفتح فضلا عن كونها مكنت المغرب من تعزيز سمعته الطيبة باعتباره بلدا منفتحا على الحداثة.
يذكر أن جائزة الحسن الثاني وكأس صاحبة السمو الملكي الأميرة للا مريم تم إدراجهما يوم 28 يوليوز 2010 ضمن برنامج مسابقات الدوري الأوروبي لمحترفي ومحترفات الغولف وذلك تكريسا لجهود المغرب من أجل تطوير رياضة الغولف وتعزيز المساهمة في التنمية الاقتصادية.
ومن شأن هذه الشراكة أن تزيد من إشعاع هذا الحدث الرياضي الدولي الذي استطاع تحقيق التألق على مدى 40 سنة وفرض نفسه كواحد من أكبر دوريات الغولف في العالم.
ولتعزيز هذا التوجه أوصى مهنيو الغولف خلال اجتماع عقدوه مؤخرا بالمعهد الوطني للفرس ولي العهد الأمير مولاي الحسن بدار السلام، بإحداث جهاز للتكوين من أجل سد الخصاص الحاصل في ميدان الغولف في ما يخص الكفاءات وتأمين وتأهيل وتطوير رأس المال البشري والنهوض بالقطاع إلى أعلى مستوى من معايير الجودة.
وأوضحوا أن نتائج الدراسة، التي تم تقديمها خلال هذا الاجتماع، خلصت إلى أن من شأن ضعف التأهيل التأثير سلبيا على المكانة الراقية التي يتمتع بها المغرب، من حيث صيانة البنية التحتية ونوعية الخدمات المقدمة سواء للاعبين المحليين أو السياح الأجانب، خاصة في الأنشطة المرتبطة بالملاعب والاستقبال والتمكن من اللغات والتواصل وتسويق منتجات الغولف وبيداغوجية التعليم، كما من شأنها الحيلولة دون بلوغ الأهداف الاستراتيجية المسطرة لهذا القطاع.
وأظهرت الدراسة، التي أنجزها مكتب التكوين المهني وإنعاش الشغل بشراكة مع جمعية جائزة الحسن الثاني للغولف والمكتب الوطني المغربي للسياحة والكونفدرالية الوطنية للسياحة، أن القطاع يشغل ما يقرب من 3000 مستخدم، معظمهم بمهن الملعب والخدمات المقدمة للاعبين (التي تشكل جزءا مهما من القوى العاملة) وتلقين الغولف، والإدارة (التأطير والمطعمة والبيع…)، 60 بالمائة من هؤلاء لا يتجاوز مستواهم التعليمي المستوى الإعدادي، مضيفة أن 12 في المائة فقط من بين المستخدمين تابعوا تكوينا مهنيا. وقد سجلت المستويات الدنيا بمهن الملعب والخدمات الموجهة للاعبين والبستنة والقائمين على النافورات والميكانيكيين.
كما سمحت الدراسة، التي تهدف إلى مواكبة تأهيل وتطوير الكفاءات العاملة بهذا القطاع والرقي بهذه الممارسة ذات الانعكاسات الإيجابية على المستويين الرياضي والسياحي إلى أعلى معايير الجودة على الصعيد الدولي، بحصر الحاجيات وتحديد المهن الواجب تثمينها خصوصا تلك المرتبطة بالملاعب والتعليم وخدمة اللاعبين.
وتندرج هذه الدراسة في إطار الشراكة الموقعة بين المكتب الوطني المغربي للسياحة والجمعية والجامعة الملكية المغربية للغولف والكونفدرالية الوطنية للسياحة في مارس 2014، بهدف العمل من أجل تعزيز وتحسين جودة منتوج الغولف المغربي.
يذكر أن لقب الدورة 41 لجائزة الحسن الثاني للغولف كان من نصيب الإسباني أليخاندرو كانيزاريس، فيما أحرزت الإنجليزية شارلي هول لقب الدورة 20 لكأس صاحبة السمو الملكي الأميرة للا مريم.