منارة ” ماسبالوماس” .. معلمة تاريخية ذات رمزية كبيرة تعيد فتح أبوابها للجمهور بعد 10 سنوات من أعمال الترميم

ــ إدريس التكي ــ

    لاس بالماس – تعد منارة ( ماسبالوماس ) التي تقع في أقصى جنوب جزيرة ( غران كناريا ) والتي أعيد فتح أبوابها أمام الجمهور بعد 10 سنوات من أعمال الترميم والصيانة واحدة من بين أهم المعالم التاريخية الأكثر رمزية في أرخبيل الكناري .

   وقد تم بناء هذه المنارة هذه المنارة التي صممها المهندس الكناري خوان ليون دي كاستيلو عام 1890 وتم تشييدها حسب المؤرخين بالقرب من الموقع الذي نزلت فيه عام 1502 الرحلة الرابعة لكريستوف كولومبوس في طريقه إلى اكتشاف العالم الجديد .

   ومنذ إنشائها استخدمت هذه المنارة التي يبلغ علوها 60 مترا لتوجيه السفن التي تربط بين أوربا وإفريقيا وأمريكا لتصبح مع مرور الزمن خاصة بعد الطفرة السياحية التي عرفتها جزر الكناري واحدة من بين أهم المعالم السياحية التي تستقطب السياح الأجانب والإسبان على السواء على الساحل الجنوبي ل ( غران كناريا ) .

   وقال ماركو أوريليو بيريز سانشيز عمدة بلدية سان بارتلومي دي تيريخانا إنه بعد مرور عشر سنوات على إغلاق هذا الموقع التاريخي الذي خضع لعمليات ترميم وصيانة واسعة كلفت غلافا ماليا بلغ 6 ر 1 مليون أورو بتمويل مشترك من طرف السلطات البحرية الإسبانية ومجلس الجزيرة ( الكابيلدو ) والبلدية فتحت هذه المنارة التاريخية التي تعد أقدم معلمة حضارية لا يزال الناس يؤمها إلى الآن مرة أخرى أبوابها أمام الزوار والسياح .

   وأضاف أن هذه المنارة أضحت ” إيقونة ورمزا ” لجزيرة ( غران كناريا ) ومن هنا تأتي أهمية عمليات الترميم والصيانة التي خضعت لها والتي استغرقت وقتا طويلا مشيرا إلى أن من شأن أعمال الصيانة والترميم هذه أن تعطي إشعاعا ثقافيا وسياحيا أكبر لمنتجع ( ماسبالوماس ) الساحلي .

   وحسب السيد بيريز سانشيز فإن التأخير الذي استغرقته عمليات الترميم ورد الاعتبار لهذا الموقع التاريخي مرده بالأساس إلى تدخل مجموعة من الإدارات والمؤسسات والهيئات في هذا المجهود فضلا عن حالة التدهور الكبيرة التي كانت عليها هذه المنارة ومختلف المرافق التابعة لها .

   وشملت عملية الترميم المسكن الذي كان يقيم فيه في الماضي حارس المنارة الذي أصبح الآن فضاء للمعلومات السياحية ومتجرا محليا للحرف والصناعة التقليدية يوجد في الطابق الأرضي بالإضافة إلى مركز إثنوغرافي في الطابق الأول يغطي الفترة التاريخية ما بين القرن الخامس عشر والقرن العشرين.

   ويتتبع هذا المتحف من خلال ما يتضمنه من وثائق وصور تاريخية ونماذج وتحف تاريخ الجزيرة منذ حقبة السكان الأصليين وذلك عبر مجموعة من قصص المسافرين والمستكشفين الذين أقاموا في أرخبيل الكناري والتي تصف فنون الصناعة التقليدية وعادات وتقاليد الجزيرة حتى الأزمنة الحديثة .

   وقال رئيس بلدية سان بارتولومي دي تيراخانا في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء إن المهندس الذي صمم منارة ( ماسبالوماس ) استدعي من طرف بلدان أخرى لبناء نسخ طبق الأصل من هذه المنارة مشيرا إلى أن جميع المنارات الأخرى التي قام هذا المهندس الذي ولد بمدينة تيلدي ب ( غران كناريا ) بتصميمها جاءت طبق الأصل لموقع ( ماسبالوماس ) إلا أنها لا تصل إلى علوها .

   وأوضح أن إعادة فتح هذا الفضاء الثقافي والتاريخي التابع للسلطات البحرية الإسبانية جاء لدعم وتقوية وتثمين العرض السياحي للجزيرة مما يمكن الزوار من التعرف بشكل أفضل على العادات والتقاليد التي ترسخت بهذه المناطق وذلك عبر منتجات الصناعة التقليدية المعروضة التي ميزت الجزيرة وكذا من خلال الصور الفوتوغرافية والتسجيلات الصوتية ومقاطع الفيديو والتي تعود في الأصل إلى المجموعة الوثائقية ل ( فيداك ) وهي  ” مؤسسة الإثنوغرافيا وتنمية وتطوير الصناعة التقليدية بأرخبيل الكناري ” .

   وأكد السيد بيريز سانشيز أن الجهات المشرفة على تدبير هذا المرفق السياحي الذي فتح أبوابه أمام السياح والزوار بالمجان عملت من أجل السماح للجميع بمن في ذلك الأشخاص من ذوي الاحتياجات الخاصة على توفير مصعد وعدة مرافق أخرى بهذا الفضاء  .

   كما يتم في نفس الفضاء عرض منتجات معاصرة من قطاع النسيج مستوحاة من تقنيات الحرف اليدوية التقليدية والتي تم تطويرها بإحدى ورشات ” مؤسسة الإثنوغرافيا وتنمية وتطوير الصناعة التقليدية بأرخبيل الكناري ” بهدف تمكين الفنانين من الأدوات الإبداعية الجديدة .

  ومن شأن إعادة فتح أبواب منارة ( ماسبالوماس ) هذا الموروث الاستثنائي بجزر الكناري أمام الجمهور أن يسمح لسكان جزر الأرخبيل وكذا للسياح الأجانب فهم تاريخ هذا النصب التاريخي بشكل أفضل والاستمتاع بتفاصيله المعمارية في تكوينها وزخارفها .