مهرجان كليرمون فيران الدولي بفرنسا أهم تظاهرة للفيلم القصير في العالم ب160 ألف متفرج و3400 مهني (مسؤول فني)

(من مبعوث الوكالة …سعيد الرفاعي)

طنجة – أفاد السيد جورج بولون، المسؤول الفني لمهرجان كليرمون فيران الدولي للفيلم القصير في فرنسا، اليوم السبت في طنجة، بأن هذا المهرجان يعد أهم تظاهرة للفليم القصير في العالم من حيث تدفق الجمهور الذي بلغ 162 ألف متفرج خلال دورته الأخيرة (فبراير 2016) ، وأزيد من 3400 من المهنيين من مختلف بلدان العالم.

وأضاف السيد بولون في درس في السينما (ماستر كلاس) قدمه على هامش الدورة 14 لمهرجان طنجة للفيلم القصير المتوسطي، في موضوع “مهرجان كليرمون فيران الدولي للفيلم القصير”، أن المهرجان هو ثاني أكبر مهرجان في فرنسا بعد “مهرجان كان”، سواء من حيث عدد الجمهور أو من حيث حضور المهنيين.

وأشار السيد بولون، وهو أيضا عضو لجنة تحكيم هذه الدورة من مهرجان طنجة، إلى أن البعد الجماهيري لمهرجان كليرمون فيران الدولي يستند أساس إلى استراتيجية بعيدة المدى تقوم على التربية على الشغف بالثقافة والسينما، وعلى العمل في العمق الذي يتوخى الديمومة وليس الاحتفالية والبهرجة لوحدهما.

وقال إن الخط التحريري لمهرجان كليرمون فيران الدولي للفليم القصير هو أن يكون مهرجانا شعبيا بأفلام جيدة، مشيرا إلى أن جمعية (سوف كي بو لو كور ميتراج)، التي تنظم المهرجان، لا تتوفر على مدير بل على رئيس ، وتتخذ القرارات الكبرى بشكل جماعي، كما أن للمهرجان 450 ممثلا في العالم.

ويتمحور برنامج المهرجان حول ثلاث مسابقات وطنية ودولية والمختبر (الأفلام الأكثر تجريبية)، واستعادات مع تكريم يخصص لأحد البلدان حول تيمة خاصة، وبرامج أخرى موازية من قبيل صناع السينما ومدارس السينما والتاريخ إذ تتم  دعوة مختصين لمناقشة الموضوع (حرب الجزائر مثلا من وجهة نظر الأفلام الكولونيالية وأفلام جبهة التحرير الوطني الجزائري… ).

ويتمحور برنامج المهرجان أيضا، حسب مسؤوله الفني، حول برامج خاصة بالجمهور الناشيء ابتداء من دور الحضانة (حكايات، قصص مصورة، أفلام التحريك…) إلى الجامعة لتربية الحس الفني والذوق الجمالي، فضلا عن تنظيم سوق للفيلم القصير طيلة أيام المهرجان يفتح في وجه المهنيين من مستشهرين ومنتجين ومخرجين وممثلين وغيرهم بهدف الترويج لصناعة السينما وتجارتها أيضا.

وأشار إلى أنه يتم تقديم عروض في المستشفيات ودور المسنين ومراكز المعاقين ووالأحياء الهامشية وضواحي المدن الكبرى (10 لحد الآن) وغيرها من أجل تعميم الاستفادة خاصة بالنسبة للمراهقين الذين لم يشاهدوا السينما من قبل، إلى حد أنه يتم تنظيم ثلاث حفلات افتتاح للمهرجان إحداها بخطابات أكثر وأفلام أقل، وثانيها بأفلام أكثر وخطابات أقل، وثالثها بأفلام دون خطابات حتى يتم استهداف جميع الفئات المجتمعية وملامسة جميع الأعمار وتلبية جميع الأذواق.

وتحدث عن مركز التوثيق الذي يتوفر عليه المهرجان والذي يتضمن أزيد من 15 ألف فيلم قصير إذ يتم الاحتفاظ بجميع الأفلام المترشحة ولو لم يتم قبولها في المنافسة في الأرشيف من أجل توفيرها بالمجان لمن يرغب في مشاهدتها .

وعن ظروف نشأة مهرجان كليرمون فيران الدولي للفيلم القصير، قال السيد جورج بولون إن هذه التظاهرة رأت النور في فبراير 1979 في إطار أنشطة نادي سينمائي جامعي، وذلك بعد اجتماع مع المخرج الفرنسي جاك طاتي، الذي كان، على الرغم من تقدمه في السن، من أكبر مناصري الفيلم القصير.

وتم الانتقال في سنتي 1980 و1981 إلى أسابيع موضوعاتية، قبل عودة اليسار إلى الحكم بفرنسا ودعم وزارة الثقافة، في شخص الوزير جاك لانغ، للمهرجان، الذي بدأ بعرض الأفلام الفرنسية القصيرة فقط، وكذا دعم السلطات المحلية في مدينة كليرمون فيران وجهة أوفيرني.

وبخصوص تمويل المهرجان، أوضح السيد بولون أنه ينقسم إلى عمومي، وهو الأهم، (وزارة الثقافة والمركز الوطني السينمائي وجهة أوفرني والاتحاد الأوروبي من خلال برنامج ميديا..)، وخصوصي (شرطة الطيران الفرنسية مثلا التي توفر بطائق طيران لبعض ضيوف المهرجان…) ، فضلا عن الجمهور الذي يتدفق بقوة بفضل التشجيعات المعنوية والمادية (تذاكر مخفضة …) والعمل المتواصل لاستقطابه.

وعن سؤال حول الحضور “المحتشم” للسينما العربية في الدورات الأخيرة لمهرجان كليرمون فيران الدولي، دعا السيد بولون المعنيين في البلدان العربية إلى تكثيف مشاركتهم باعتبار قوة المنافسة والتدافع، مشيرا إلى مشاركة الولايات المتحدة في إحدى الدورات بحوالي 900 فيلم وألمانيا بحوالي 700 فيلم على سبيل المثال.

يذكر بأن الدورة القادمة (39) لمهرجان كليرمون فيران الدولي للفليم القصير ستقام ما بين 3 و11 فبراير 2017 ، وسيكون محورها السينما الكولومبية.