المغرب يضطلع بدور لا محيد عنه في مستقبل إفريقيا وأوروبا (متحدث)

(أجرى الحوار :محمد حميدوش)

بروكسيل – أكد  بيتر ستانو المتحدث باسم المفوض الأوروبي المكلف بالتوسيع وسياسة الجوار ستيفان فول أن المغرب يضطلع بدور لا محيد عنه في الحاضر والمستقبل المشترك لإفريقيا وأوروبا.
وأبرز ستانو، في حديث خص به وكالة المغرب العربي للأنباء عشية الاجتماع ال11 لمجلس الشراكة الاتحاد الأوروبي-المغرب، أنه “بحكم موقعه الجيو سياسي في ملتقى أوروبا وإفريقيا ، يضطلع المغرب بدور لا محيد عنه في الحاضر والمستقبل المشترك لقارتينا”.
ويرى أن هذا هو بالضبط  طموح الاتحاد الأوروبي إلى بلورة مقاربة شمال-جنوب متوازنة موجهة إلى خلق فضاء اقتصادي وإنساني متضامن ومنسجم يلهم المفاوضات الجارية بين الاتحاد الأوروبي والمغرب، بهدف إبرام جيل جديد من الاتفاقيات من قبيل الشراكة من أجل التنقل واتفاق التبادل الحر الشامل والمعمق.
وفي هذا السياق، ذكر السيد ستانو أن الاتحاد الأوروبي اقترح إجراء مفاوضات بشأن إبرام اتفاقيات مماثلة مع بلدان أخرى في المنطقة، انخرطت مثل المملكة في مسلسل إصلاحات طموحة.
وسجل أن المملكة المغربية تبقى حالة خاصة، بحيث ترجمت بشكل ناجع تنفيذ مبادئ التمايز و”أكثر فأكثر” سياسة الجوار الأوروبية المتجددة.
وفي السياق نفسه، أكد المتحدث باسم المفوض أنه إذا استفاد المغرب من اعتمادات مالية إضافية هامة سنة 2013 ، فذلك بفضل التقدم الذي أحرزه في تنفيذ الإصلاحات .
وأشار السيد ستانو على الخصوص إلى 48 مليون أورو رصدتها المفوضية الأوروبية في نونبر الماضي للمغرب، في إطار برنامج سبرينغ (دعم الشراكة والإصلاح والنمو الشامل)، الذي يقدم تمويلا إضافيا للبلدان التي حققت تقدما في إصلاحاتها الديمقراطية. ويأتي هذا المبلغ لينضاف إلى 80 مليون أورو منحها الاتحاد الأوروبي للمملكة ، خلال الاجتماع العاشر لمجلس الشراكة المغرب-الاتحاد الأوروبي.
وبخصوص مخطط العمل المتعلق بتنفيذ الوضع المتقدم للفترة  2013 – 2017 الذي سيتم اعتماده رسميا خلال الاجتماع ال11 لمجلس الشراكة المغرب – الاتحاد الأوروبي ، أوضح المتحدث أن بلورة خريطة الطريق هذه أخذت بعين الاعتبار الطموحات المشتركة للطرفين في المجالات تحظى بالأولوية في شراكتهما.
وأشار في هذا السياق إلى أن المؤسسات المشتركة المكلفة بالتتبع التي تم إحداثها، والمجالات ذات الأولوية التي يتضمنها هذا المخطط “تمثل قاعدة جيدة للدعم الذي يقدمه الاتحاد الأوروبي لزخم الإصلاحات” التي يشهدها المغرب.
وعلى مستوى التعاون الإقليمي، أبرز السيد ستانو أن الاتحاد الأوروبي يشجع شركاءه في منطقة المغرب العربي على العمل من أجل  تحقيق المزيد من الاندماج ويظل عازما على تسهيل هذا المسلسل.
وذكر بأنه عقب نشر البيان المشترك للممثلة العليا للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية والمفوضية الأوروبية حول إقامة تعاون أوسع والاندماج الإقليمي بالمغرب العربي عقد وزراء خارجية البلدان المغاربية الخمسة عدة اجتماعات خلال سنة 2013 ، واتفقوا على مجموعة من المحاور ذات الأولوية بالنسبة للتعاون بين هذه البلدان.
يشار إلى أن مجلس الشراكة المغرب -الاتحاد الأوروبي سيعقد، يوم الاثنين القادم في بروكسيل، اجتماعه ال11 من أجل تقييم حصيلة سنة من التعاون  بين المملكة والدول ال28 الأعضاء في الاتحاد الأوروبي، في أبعاده المتنوعة السياسية والاستراتيجية والاقتصادية والاجتماعية.
وتميزت  الدورة العاشرة لمجلس الشراكة المغرب- الاتحاد الأوروبي التي انعقدت في شهر أبريل 2012 في لوكسمبورغ بوضع اللمسات الأخيرة على مخطط العمل المتعلق بتفعيل الوضع المتقدم 2013-2017 الذي سيمكن الطرفين من التطلع بثقة إلى تسريع وتيرة شراكتهما.