”جامعة محمد الخامس بأبوظبي”عنوان لعلاقات مغربية إماراتية متميزة

(أجرت الحوار فاطنة خراز.. المراسلة الدائمة للوكالة بأبوظبي)

أبوظبي- قال مدير جامعة محمد الخامس أكدال-أبوظبي، فاروق حمادة، إن هذه الجامعة، التي تستمد عراقتها من جامعة محمد الخامس أكدال-الرباط، “باتت عنوانا للعلاقات الإماراتية المغربية، التي غرس بذورها المغفور لهما الحسن الثاني، باني المغرب الحديث، والشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، القائد المؤسس للإمارات العربية المتحدة”.

وأوضح مدير الجامعة، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن جامعة محمد الخامس أكدال-أبوظبي، التي تحظى برعاية سمو الشيخ خليفة بن زايد، رئيس دولة الإمارات، وجلالة الملك محمد السادس، أصبح لها إشعاع علمي داخل دولة الإمارات العربية المتحدة وآفاق واسعة، لتكون بذلك مركزا متميزا كتميز الإمارات، خاصة باعتمادها تكوينا علميا عميقا يقوم على الوسطية والاعتدال، وسعيها أيضا لأن تكون وطنية في خدمة الوطن، تنشئ أجيالا على حب الوطن وخدمته، مع الانفتاح على العالم بثقة.

وأشار إلى أن فكرة إنشاء جامعة محمد الخامس أكدال-أبوظبي كانت في البداية على شكل بعثات طلابية ترسل إلى المغرب لمتابعة الدراسة في شعبة الدراسات الإسلامية، لتتحول بإرادة من القيادة العليا الإماراتية إلى إحداث فرع للجامعة في أبوظبي سنة 2009 ؛ لتكون قطبا علميا في الإمارات تستفيد من خبرة جامعة محمد الخامس الأم العريقة بالمغرب، وتكون مركزا علميا عالميا.

وأبرز فاروق حمادة، وهو مستشار ديني بديوان ولي عهد  أبوظبي، أن أول دفعة من خريجي الجامعة حصلت عل شهادة الماجستير، خلال الموسم الدراسي 2012/2013 ، بلغ 17 طالبا وطالبة، فيما بلغ عدد خريجي الباكلوريوس، خلال نفس الموسم، 18 من أصل 106 طالب وطالبة يتابعون دراستهم في جامعة محمد الخامس أبوظبي، تشرف على تدريسهم هيئة تضم 26 مدرسا، من بينهم 16 من المغاربة، منهم من يأتون من الجامعة المغربية بالتنسيق مع جامعة أبوظبي سنويا.

وتعتمد الجامعة في مناهجها التعليمية على البرامج المغربية التي تدرس في الجامعة الأم مع تعديل بسيط، ويشرف على تدريسها أساتذة جامعيون مغاربة. كما يشرف على إدارة الجامعة إلى جانب أطر إماراتية أطر مغربية، مشيرا إلى أن الجامعة لا تقبل إلا البحوث التي يكون لها ارتباط بواقع الحياة وفيها فائدة للدولة ولها تأثير على الحياة الاجتماعية للبلاد.

وبخصوص فتح أبواب الجامعة في وجه أبناء الجالية المغربية المقيمة بدولة الإمارات العربية المتحدة، أشار فاروق حمادة إلى أن هذا الأمر يتوقف على قرار مجلس الأمناء، موضحا أن المجلس لا يمانع في قبول الطلبة المغاربة في إطار الشروط التي يقبل بها الطلبة الإماراتيون والتي تعتمد على انتقاء دقيق للطلبة والطالبات وفق معايير علمية وأكاديمية.

وتوقع مدير الجامعة أن تجتذب الجامعة مستقبلا جنسيات أخرى بنفس الشروط الأكاديمية، ليكون لها إشعاع دولي واسع، كما ستفتح تخصصات أخرى تتناسب واحتياجات سوق الشغل بدولة الإمارات، موضحا أن افتتاح تخصصات جديدة سيعتمد على إجراء استبيانات ودراسات اجتماعية لمعرفة حاجة الدولة على المديين القريب والبعيد.

وتعتمد عملية انتقاء الطلبة لولوج جامعة محمد الخامس أكدال-أبوظبي، التي تشهد إقبالا، معايير علمية؛ حيث ينبغي أن يتوفر الطالب على معدل في (الباكلوريا) تصل نسبته إلى 80 في المائة فما فوق، مع إجراء مقابلة شخصية.

وكان رئيس دولة الإمارات العربية، الشيخ خليفة بن زايد ال نهيان، قد أصدر، مطلع سنة 2013 ، قانونا بقضي بإنشاء جامعة محمد الخامس أكدال-ابوظبي، التي تهدف إلى الإسهام في تعزيز فرص التعليم العالي في الدراسات الإسلامية وغيرها، في إطار النظام القانوني المطبق في دولة الامارات، ويكون للجامعة، بموجب القانون، مجلس أمناء يتشكل من ستة أعضاء، ثلاثة منهم مغاربة ترشحهم جامعة محمد الخامس أكدال-الرباط، وثلاثة أعضاء يرشحهم مجلس أبوظبي للتعليم.

ويضم المجلس في عضويته، عن الجانب الإماراتي حمد مطر الكعبي، رئيسا للمجلس، وعارف الحمادي وسالم الصعري عضوان، وعن الجانب المغربي، رئيس جامعة محمد الخامس أكدال، وائل بنجلون، ورجاء الشرقاوي المرسلي، نائبة رئيس جامعة محمد الخامس أكدال للشؤون العلمية والأكاديمية، وعبد الرحيم بنحادة عميد كلية الآداب والعلوم الإنسانية بالرباط.

وفي تصريح مماثل، أكدت حياة البرهماتي، التي تدرس بجامعة محمد الخامس أبوظبي، كأصغر أستاذة جامعية مغربية درست بجامعة محمد الخامس- السويسي- بالرباط من سنة 2005 إلى سنة 2008، أن الجامعة أصبح لها إشعاع علمي كبير بفضل مناهجها التعليمية والأكاديمية.

وأعربت حياة البرهماني، التي التحقت بالهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف بأبوظبي سنة 2008، وعملت مفتية بالمركز الرسمي للإفتاء، وعضوا باللجنة الشرعية العليا للإفتاء بالإمارات، وعضوا بلجنة البحوث ورقابة الإصدارات، عن اعتزازها بما حققه الطلبة من إنجازات، وما أصدروه من بحوث تتعلق بواقع الحياة.

وفي تصريح مماثل أيضا، أشارت رشيدة بوخبرة، الحاصلة على شهادة الدكتوراه في تفسير القرآن الكريم من جامعة محمد الخامس بالرباط، إلى الإقبال الذي تعرفه الجامعة، منوهة بجدية الطلبة، وسلوكهم المميز.