آخر الأخبار
الاحتفال الديني الكبير لتوبا : وفد مغربي إلى جانب الأعيان المريديين لإحياء الحدث في جو من الخشوع والابتهال

الاحتفال الديني الكبير لتوبا : وفد مغربي إلى جانب الأعيان المريديين لإحياء الحدث في جو من الخشوع والابتهال

الإثنين, 23 ديسمبر, 2013 - 21:13

/بقلم : سمير لطفي/

الرباط – في وفاء لتقاليد الانفتاح والنهوض بتعاليم الإسلام السمح والمعتدل، وعلى العادة كان المغرب المتشبث بعلاقاته العريقة بمختلف الطوائف الدينية في الموعد اليوم الإثنين ببعثه وفد إلى المدينة الدينية السنغالية توبا (وسط البلاد)، بهدف إحياء الاحتفال الديني “مكال” ال 119 لتوبا، أحد أكبر تجمعات الصوفيين في إفريقيا في جو من الخشوع والابتهال إلى جانب أعيان المريديين وشخصيات أخرى.
ويعد حضور هذا الوفد الذي يقوده مدير ديوان وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية عبد اللطيف بكدوري والذي يتشكل أساسا من سفير المغرب بالسنغال طالب برادة لإحياء ذكرى نفي الشيخ أحمدو بامبا مباكي (1853-1927)، مؤسس الطريقة الصوفية للمريديين، تأكيدا على الرعاية السامية التي ما فتيء صاحب الجلالة الملك محمد السادس ،أمير المؤمنين، يحيط بها أتباع وأعيان مختلف الطوائف الدينية الصوفية في إفريقيا الغربية وخاصة في السنغال.
ويتعلق الأمر، من جهة أخرى، بالتعبير عن التشبث الشخصي لصاحب الجلالة بالنهوض بقيم السلام والتسامح والتفاهم المتبادل والتضامن.
وبمجرد وصول أعضاء الوفد المغربي إلى مدينة توبا، التي غمرتها حشود بشرية هائلة، تم تخصيص استقبال حار لهم يعكس صورة الضيافة الأسطورية لبلاد تيرانغا ، سواء من قبل الأعيان المريديين أو ممثلي السلطات السنغالية القادمة لإحياء هذا الحدث الديني والروحي.
وفي تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، قال السيد بغدوري إن مشاركة المغرب في هذا الموعد الصوفي الكبير تندرج في سياقه الديني والتاريخي الطبيعي، مجسدا بهذا الروابط العريقة والمتينة والنموذجية التي ينسجها المغرب منذ عدة قرون، مع مختلف الطوائف الدينية الصوفية التي تستهدف نشر الخير والقيم الإنسانية.
وذكر بأن هذه الروابط تشكل “امتدادات منطقية وطبيعية” للنموذج الديني المغربي ، القائم على أساس العقيدة الأشعرية السنية وكذا على أساس المذهب المالكي، والذي يستند إلى النهوض بالقيم الأخلاقية والتسامح والخير والتضامن والتفاهم المتبادل والتعاون، مشيرا إلى أن صاحب الجلالة الملك محمد السادس، أمير المؤمنين، المخلص لمبادئه، لا يدخر جهدا للدفاع والنهوض بالإسلام المعتدل والمتوازن والمتسامح والوسط.
وأوضح أن “مشاركة المغرب في هذا النوع من التظاهرات الدينية عريقة ومنغرسة في تقاليدها الدينية والتاريخية، إلى درجة أنها تبرهن بشكل واضح على هذه الاستمرارية في الروابط الروحية التي نسجت مع مختلف الروابط الدينية”، مبرزا الرباط الوثيق الذي يجمع بين الطريقة المريدية مع المغرب، من وجهة نظر تاريخية، علما بأن الأب أحمادو بامبا مابكي، مؤسسة هذه الطريقة، كان أحد مريدي الشيخ الحاج عمر الفوتي، وهو مريد كان له امتياز أن يساهم بشكل كبير في نشر الطريقة التيجانية في عدة بلدان إفريقية.
ففي جو من الخشوع والابتهال إذن، وفي تصميم فريد من نوعه، تحمل آلاف المريدين والأعيان المريديين قادمين من عدة مناطق من السنغال ومن الخارج، مشاق السفر للتوجه إلى هذه المدينة الدينية، التي تعد محجا روحانيا لأداء الصلوات، وإحياء ذكرى مؤسس هذه الطريقة الصوفية.
وفي مختلف مساجد توبا، كما في الأضرحة وأماكن العبادة الأخرى، اختار آلاف المريدين والأعيان المريديين الذين لم يثنهم تعب السفر، المشاركة في الطقوس الطويلة للصلوات وقضاء أوقات في تلاوة وترتيل القرآن الكريم، والاحتذاء بسنة رسول الله عليه الصلاة والسلام.
ويشكل “الماكال الكبير” ، الذي تم إقرار يوم الاحتفال به يوم عطلة رسمية بالسنغال ، مناسبة لممارسة الصلوات الدينية للمريديين الذين يتوجهون بمئات الآلاف نحو مدينة توبا المقدسة. ويسبق هذا الاحتفال سلسلة من الاجتماعات الماراتونية على أعلى المستويات ، لأنه لا يتم ترك شيء للصدفة، ويتعين اتخاذ كافة الإجراءات من أجل ضمان ظروف الراحة للقادمين إلى توبا.
ويعد أحمدو بمبا مباكي، واسمه الحقيقي أحمد ابن محمد ابن حبيب الله، شيخا ورعا وعالما جليلا ينحدر من أسرة أنجبت عددا من الأولياء. وأصبح الشيخ، المعروف أيضا باسم “خادم الرسول”، إحدى الشخصيات البارزة في الإسلام الصوفي بمنطقة غرب إفريقيا من خلال تأسيسه للطريقة المريدية.
ونذر الشيخ أحمدو بمبا مباكي، الذي يسميه مريدوه أيضا “سيرين توبا” (ولي توبا)، حياته للعبادة وذكر الله والوعظ والإرشاد.
وقد أسس مدينة توبا سنة 1887، ونجح آنئذ في إقناع عدد من ملوك المنطقة باعتناق الإسلام. كما عرف بمقاومته للاستعمار الفرنسي الذي كان ينهج سياسة قائمة على طمس الهوية الدينية لشعوب المنطقة. ونظرا لقدرته الكبيرة على تعبئة أتباعه ضد الاستعمار، اعتقلته السلطات الاستعمارية ونفته سنة 1895 إلى الغابون.

اقرأ أيضا

المكتب الوطني المغربي للسياحة يضع كرة القدم في قلب إستراتيجيته الترويجية لإشعاع وجهة المغرب

الإثنين, 29 أبريل, 2024 في 12:05

على هامش المنتدى السنوي لكبار منظمي الأسفار والرحلات الفرنسيين المنعقد بالرباط، بادر المكتب الوطني المغربي للسياحة إلى وضع كرة القدم في قلب إستراتيجيته الترويجية، واعتمادها كعامل مهم يساعد على إشعاع وإنعاش وجهة المغرب.

رئيس الوزراء الفلسطيني يعرب عن تقدير بلاده لمواقف المغرب الثابتة والداعمة لحقوق الشعب الفلسطيني

الإثنين, 29 أبريل, 2024 في 11:25

أعرب رئيس الوزراء الفلسطيني ،وزير الخارجية والمغتربين، محمد مصطفى ، عن تقدير دولة فلسطين لمواقف المملكة المغربية، بقيادة صاحب الجلالة الملك محمد السادس، الثابتة والداعمة لحقوق الشعب الفلسطيني.

بورصة الدار البيضاء : أداء إيجابي في تداولات الافتتاح

الإثنين, 29 أبريل, 2024 في 11:19

استهلت بورصة الدار البيضاء تداولاتها اليوم الإثنين على وقع الارتفاع، حيث سجل المؤشر الرئيسي ” مازي” ارتفاعا بنسبة 0,35 في المائة ليستقر عند 13.401,95 نقطة.