الرباط.. تسليط الضوء على أهمية الحفاظ على التراث الحي في السياقات الحضرية

الرباط – سلط المشاركون في مائدة مستديرة انعقدت في إطار برنامج الدورة الـ17 للجنة الدولية الحكومية لصون التراث الثقافي غير المادي التابعة لليونيسكو، المقامة حاليا بالرباط، ل الضوء على أهمية الحفاظ على التراث الثقافي غير المادي في السياقات الحضرية.

وقدم المشاركون في هذا اللقاء، ومنهم خبراء باليونيسكو، نتائج المشاريع التجريبية الستة التي باشرتها اليونسكو منذ عام 2018، بست مدن حول العالم هي إربد (الأردن)، وجورج تاون (ماليزيا)، وكينغستون (جامايكا)، وتبليسي (جورجيا)، وهراري (زيمبابوي) وإقليم أياكوتشو (البيرو).

ومن خلال مشاريعها المختلفة في هذا المجال، تبتغي اليونسكو إقامة العلاقة بين التراث الثقافي غير المادي ودر الدخل، إذ من شأن تنظيم المهرجانات مثلا والاعتناء بممارسات التراث الحي والمهارات التقليدية أن يسهما في تحقيق التنمية المستدامة.

وأجمع الخبراء، على ضوء المشاريع المنفذة، على ضرورة مراجعة البراديغمات القديمة التي تؤطر التخطيط الحضري، من خلال اقتراح معايير جديدة تضع صوب أعينها بناء نموذج يجعل من المدن والمستوطنات البشرية أمكنة دامجة لكل الشرائح وآمنة ومستدامة.

وفي إطار تنفيذ هذه المشاريع التجريبية، تم الاعتماد على منهجية الجرد المجتمعي باعتبارها منهجية تشاركية، تهدف إلى تطوير المهارات المحلية.

وبحسب الخبراء، فقد كان تنفيذ هذه المشاريع ناجحا بفضل التزام مختلف الأطراف المتدخلة على المستويين المحلي والدولي، بالإضافة إلى تخصيص آليات ومقاريات خاصة بكل مشروع، بالنظر إلى الخصوصيات المحلية.

وتم التشديد في هذا اللقاء كذلك على ضرورة التفكير في استراتيجيات حضرية جديدة تضع في قلبها حماية التراث الثقافي غير المادي، حتى يكون للتوسع الحضري تأثير إيجابي على الظروف المعيشية للناس ولتعزيز تنميتهم الثقافية.

وبفضل هذه المشاريع تمكنت اليونسكو من جرد العديد من مكونات التراث الثقافي غير المادي، مثل الرقصات والمعارف المرتبطة بالطب التقليدي، بالإضافة إلى الممارسات الثقافية الحديثة من قبيل فن الجرافيتي (الكتابة على الجدران) في هراري (زيمبابوي)، أو الطقوس والمناسبات الاحتفالية والأعراس وفن الطبخ في جورج تاون (ماليزيا).

وأوصى المتدخلون بأهمية العمل مع المجتمعات المحلية على مستوى كيفية استعمال الأنظمة الرقمية في رصد وتحديد عناصر التراث الثقافي غير المادي كسبيل من سبل تسهيل دمج هذه العناصر في سياسات التخطيط الحضري.

كما سددوا على ضرورة تصميم كتيبات للتكوين خاصة بالحفاظ على التراث الحي في السياقات الحضرية.

يشار إلى أن أشغال الدورة الـ17 للجنة الحكومية الدولية لصون التراث الثقافي غير المادي التابعة لليونسكو، انطلقت يوم الاثنين الماضي، برئاسة المغرب وبمشاركة وزراء وممثلي المجتمع المدني من 180 بلدا، فضلا عن مسؤولين باليونسكو.

وتنظر اللجنة في 24 تقريرا حول عنصر مدرج على قائمة التراث الثقافي غير المادي الذي يحتاج إلى صون عاجل، و42 تقريرا للدول الأطراف من أوروبا حول تنفيذ اتفاقية صون التراث الثقافي غير المادي لليونيسكو لسنة 2003، وحول الوضعية الحالية للعناصر المدرجة على القائمة التمثيلية لهذا التراث.

كما تتداول اللجنة في أربعة طلبات للإدراج في قائمة التراث الثقافي غير المادي الذي يحتاج إلى صون عاجل، وخمسة مقترحات للإدراج في سجل الممارسات الجيدة للحفاظ على التراث، فضلا عن النظر في طلب مساعدة مالية دولية.