المغرب وإفريقيا شراكة متعددة الأوجه ومثمرة للطرفين (السفير الكتاني)

المغرب وإفريقيا شراكة متعددة الأوجه ومثمرة للطرفين (السفير الكتاني)

الخميس, 16 يونيو, 2022 - 16:38

أبيدجان – أكد سفير جلالة الملك في الكوت ديفوار السيد عبد المالك الكتاني، الأربعاء بأبيدجان، أن السياسة الخارجية للمملكة المغربية في إفريقيا تستند على شراكة متعددة الأوجه وتنمية متكاملة ومثمرة للطرفين.

وأضاف في تدخله خلال ندوة بعنوان “السياسة الإفريقية للمملكة المغربية: المبادئ والممارسات”، أن طبيعة العلاقات العريقة التي تربط المغرب والبلدان الأفريقية، والتي ظلت على الدوام موصولة ومستدامة سمحت بإقامة علاقات ثنائية مهمة.

وقال عبد المالك الكتاني إن الدستور المغربي الحالي (2011) يعطي دورا بارزا لهوية المغرب وتراثه الإفريقي ويؤكد على أسس الأمة المغربية المتجذرة في العمق الإفريقي، مشيرا الى أن عام 2017 يمثل تاريخ العودة المظفرة للمملكة إلى أسرتها المؤسساتية الاتحاد الإفريقي.

وقال خلال هذا اللقاء الذي حضره العديد من الشخصيات من مختلف الخلفيات السياسية والاقتصادية والثقافية، إنه حتى بعد انسحابها من منظمة الوحدة الإفريقية عام 1984، ظلت المملكة قريبة جدا من العديد من الدول الإفريقية، وخاصة إبان الظروف الصعبة كصديق مخلص وحليف.

وعلى الصعيد الدبلوماسي، أشار السفير إلى أن تعزيز وتوطيد العلاقات مع إفريقيا جنوب الصحراء أصبح من أولويات السياسة الخارجية للمغرب، والتي تطورت نحو نهج تعاون جديد يقوم على تطوير الشراكات المثمرة للطرفين.

وأضاف إن ذلك ما تشهد عليه الزيارات الملكية ال 51 التي قام بها جلالة الملك محمد السادس إلى 26 دولة في جميع مناطق القارة الإفريقية، ومئات الاتفاقيات الموقعة في قطاعات متنوعة مثل التعليم والتنمية الفلاحية والاقتصاد والمالية والشؤون الدينية.

بالإضافة إلى ذلك، أشار الكتاني إلى الجانب الاقتصادي للعلاقات المغربية الإفريقية، والنجاحات الاقتصادية للمغرب المعترف بها عالميا، والتي تمثل رصيدا قيما لبرنامج التكامل الاقتصادي للاتحاد الإفريقي وللبرامج المحددة مثل تلك الخاصة بأجندة 2063، مشيرا إلى أن المغرب هو البلد الثاني الرائد في القارة من حيث الاستثمار الأجنبي المباشر في أفريقيا جنوب الصحراء.

وأضاف أن الاستراتيجية الاقتصادية التي طورها المغرب تجاه القارة الأفريقية هي تجسيد للرؤية الملكية التي تدعو إلى التنمية المشتركة في إفريقيا في مختلف المجالات الرئيسية لمستقبلنا المشترك، من قبيل الأمن الغذائي والبنية التحتية والخدمات البنكية والمالية والطاقات المتجددة والنمو الأخضر.

واستمرارا لهذه التجربة المغربية التي تعود إلى عدة عقود في الأعمال التجارية مع أوروبا، والعلاقات الوثيقة التي توحد شركاتها الكبيرة في جميع المجالات مع نظيراتها الأوروبية، فإن المغرب بحكم موقعه ومركزه الاستراتيجي يعتبر صلة وصل بين أوروبا وإفريقيا.

وعلى الصعيد الأمني، سلط السفير الضوء على ما تقوم به المملكة من جهود في مجال مكافحة الإرهاب والحفاظ على الأمن، مشيرا إلى أن المملكة تستضيف سنويا عملية “الأسد الأفريقي” ، وهي مناورات عسكرية مشتركة بين الولايات المتحدة والمغرب، والتي تعزز القدرات العسكرية المغربية، مـشيرا الى أن مئات الضباط من الجيوش الأفريقية يتلقون سنويا تدريبات في المدارس العسكرية المغربية إلى جانب الضباط المغاربة.

وفي ما يتعلق بمسألة الهجرة، تطرق السفير الكتاني لسياسة الهجرة واللجوء الجديدة المعتمدة في المملكة عام 2014 بتعليمات سامية من صاحب الجلالة، انسجاما مع التزامات المغرب فيما يتعلق بحقوق الإنسان ووفقا لنهج يهدف إلى ضمان وصول المهاجرين إلى الحقوق والخدمات الأساسية، مشيرا الى أن المغرب ومن خلال هذه السياسة المعترف بها عالميا، أخذ زمام الزعامة على مستوى الاتحاد الإفريقي في موضوع الهجرة.

كما أشار إلى العلاقات الدينية التي تربط المغرب بجيرانه الأفارقة وهي عميقة للغاية إلى جانب التعاون في مجالات التعليم العالي والتكوين المهني.

ومن جهته تطرق الأستاذ الإيفواري المتخصص في العلوم السياسية، إيدي جيرارد غيبي، في مداخلته للموقع الجيوسياسي للمغرب، وأسبقية العلاقات بين المغرب ودول جنوب الصحراء التي تعود لقرون خلت، وأهمية النموذج  المغربي في محاربة الإرهاب وأهمية القوة الناعمة المغربية في إفريقيا جنوب الصحراء.

وأكد أن العلاقات بين إفريقيا جنوب الصحراء والمملكة المغربية عريقة متجذرة في التاريخ حيث تعود الى مئات السنين، مضيفا أنه في القرن العشرين، كان المغرب في طليعة المتزعمين لتحرير الشعوب الأفريقية وتقرير مصيرها ومن الأعضاء المؤسسين لمنظمة الوحدة الأفريقية.

وأشار إيدي جيرارد غيبي الى أنه منذ عام 1964، استخدمت المملكة ديناميكية حقيقية لتكثيف علاقاتها مع بلدان جنوب الصحراء، وكانت دوما إلى جانب الدول الأفريقية من خلال التزامها ضمن عمليات حفظ السلام في بعض الدول التي مرت بنزاعات مسلحة وعانت من أزمات إنسانية خطيرة.

وقال إن مشاركة المغرب في عمليات حفظ السلام هذه بشكل رئيسي في إفريقيا تجعل منه ثالث دولة ناطقة بالفرنسية في العالم تساهم في عمليات الأمم المتحدة لحفظ السلام.

وفي معرض حديثه عن مكافحة الإرهاب، أشار إلى أن استجابة المغرب المتناسبة مع حجم التهديدات تجعل منه نموذجا يحتذى، مضيفا أن المغرب تبنى إصلاحا دينيا فريدا لإعادة تأهيل المجال الديني.

وفي هذا الصدد، أشار إلى إحداث  معهد محمد السادس لتكوين الأئمة المرشدين والمرشدات الذي يستقبل الطلاب من المغرب وأفريقيا، ومؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة لتعزيز قيم الإسلام المعتدل والتسامح الديني وضمان الأمن الروحي للمغاربة والأفارقة وتزويدهم بفهم جيد لمبادئ الإسلام وقيمه النبيلة لتجنب إغراءات التطرف.

اقرأ أيضا

نصف ماراطون جاكرتا للإناث: المغرب يسيطر على منصة التتويج

الأحد, 28 أبريل, 2024 في 14:23

سيطرت العداءات المغربيات أميمة سعود، ووئام الفتحي، وفتيحة بنتشتكي، على منصة تتويج النسخة الأولى لنصف ماراطون جاكرتا للإناث بأندونيسيا، الذي نظم اليوم الأحد.

انطلاق فعاليات الدورة ال29 لمهرجان تطوان لسينما البحر الأبيض المتوسط

الأحد, 28 أبريل, 2024 في 10:17

انطلقت، مساء السبت بسينما إسبانيول بتطوان، فعاليات الدورة التاسعة والعشرين لمهرجان تطوان الدولي لسينما بلدان البحر الأبيض المتوسط، المنظمة تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، بحضور ثلة من مهنيي الفن السابع وشخصيات من عالم الثقافة والفنون.

المعرض الدولي للفلاحة 2024: توزيع الجوائز على المربين الفائزين في مسابقات اختيار أفضل روؤس الماشية

الأحد, 28 أبريل, 2024 في 10:05

جرى يوم السبت بمكناس، حفل توزيع الجوائز على المربين الفائزين في مسابقات اختيار أفضل رؤوس الماشية في المعرض الدولي للفلاحة بالمغرب في دورته السادسة عشرة، الذي نظم تحت رئاسة وزير الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، محمد صديقي.