حضور المغرب في إفريقيا.. إشعاع روحي قائم على انخراط مستمر لترسيخ القيم النبيلة للإسلام

حضور المغرب في إفريقيا.. إشعاع روحي قائم على انخراط مستمر لترسيخ القيم النبيلة للإسلام

الإثنين, 13 يوليو, 2015 - 20:17

دكار – بقلم: حسن أوراش – إذا كان حضور المغرب مترسخا بقوة في إفريقيا جنوب الصحراء، فإن الفضل في ذلك يعود، أساسا إلى مختلف الروابط الثقافية والعقائدية والدينية التي توطد العلاقات العريقة التي تربط المملكة بالبلدان الشقيقة والصديقة في هذه المنطقة من القارة، القريبة من قلوب المغاربة.
ويعد إحداث مؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة، التي ترأس أمير المؤمنين صاحب الجلالة الملك محمد السادس حفل تأسيسها اليوم الاثنين بالدار البيضاء، حلقة جديدة ضمن سلسلة الروابط العريقة التي تجمع المملكة وبلدان القارة، وخاصة بلدان غرب إفريقيا. كما أن إحداث هذه المؤسسة يشكل تكريسا للإشعاع الروحي لأمير المؤمنين، وشهادة ملموسة على العناية السامية التي يخص بها جلالة الملك الحقل الديني في هذه البلدان.
الإشعاع الروحي للمغرب في إفريقيا ضارب في التاريخ، كما أن إسهامه الهام في نشر مبادئ الإسلام المتسامح والوسطي، يتجلى من خلال قيم السلم والتسامح والتضامن، كما ينص عليها القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة، والتي تساهم في نشرها مختلف الزوايا الصوفية الإفريقية.
ويشير التاريخ أيضا إلى أن انتشار الإسلام بمنطقة غرب الساحل، من السنغال إلى النيجر، تم انطلاقا من المغرب، كما تم ترسيخ المذهب المالكي الذي تتبناه المملكة في هذه المناطق عن طريق المتخصصين في التعليم الديني، وكذا الشخصيات الصوفية الوازنة التي يضمها الحقل الديني بغرب إفريقيا.
ومن بين هذه المكونات، هناك أساسا الطريقة التيجانية، التي تعود جذورها إلى فاس حيث تم دفن مؤسسها الشيخ سيدي أحمد التجاني (1150- 1230 هـ)، والذي انتشر تفرد فكره وإشعاعه الروحي على المستوى العالمي ومكن الإسلام من التواجد في العديد من بلدان إفريقيا.
وتشكل الصوفية، بمختلف مدارسها، في الحاضر كما في الماضي، نواة تعزز تماسك العلاقات العريقة مع المملكة، والتي تستمد قوتها من القرارات والمبادرات المنتظمة التي توطد الريادة الروحية لأمير المؤمنين صاحب الجلالة، والتي تشهد على التزام المغرب الراسخ إلى جانب الدول الشقيقة بالقارة.
ومن ضمن هذه المبادرات المحمودة، يجدر التذكير بالاتفاقيات الموقعة مع العديد من الدول لتكوين الأئمة بالمغرب، ويتعلق الأمر بعمل يندرج في إطار تقليد عريق على اعتبار أن المملكة شكلت دوما وجهة متميزة للتكوين الاسلامي العالي للشباب المنحدرين من عائلات دينية بالعديد من الدول الافريقية.
ومنذ ذلك الحين، تضاعفت طلبات العديد من الدول الراغبة في تكوين أئمتها بالمغرب وهو ما يشهد على نجاعة السياسة المغربية في مجال تدبير الشأن الديني التي رسمت ملامحها من طرف أمير المؤمنين صاحب الجلالة الملك محمد السادس ومست العديد من مظاهر الحياة الدينية للوطن.
وحاليا، فإن التزام المملكة بنشر قيم التسامح الأصيلة والوسطية والإعتدال والإنفتاح ليس بحاجة إلى برهان بالنسبة للعديد من الدول الافريقية التي تعلق آمالها على معهد محمد السادس لتكوين الأئمة الذي دشن قبل أشهر بالرباط من طرف صاحب الجلالة.
كما تشهد على الروابط الدينية المعاصرة بين المغرب ودول القارة المنشآت الدينية البالغة الأهمية التي بنتها المملكة بهذه الدول، كما هو الحال بالنسبة للمسجد الكبير بدكار ومسجد الحسن الثاني بليبروفيل وكذا من خلال المساهمة في تجديد عشرات المساجد بمختلف أرجاء منطقة الساحل والصحراء.
ومن خلال هذا الالتزام الملموس من أجل تعاون ثقافي عميق وتشاركي، فإن المغرب يبذل قصارى جهده من أجل تكريس وترسيخ قيم السلام والتسامح والتضامن كما يحث عليها الدين الإسلامي الحنيف، ويساهم في الجهود الرامية إلى كبح انتشار وتنامي التطرف والإرهاب الذي يثقل كاهل المنطقة على نحو متزايد.
والواقع أن هذه المقاربة النموذجية بناءة على أكثر من صعيد ليس بالنسبة للفاعلين الدينيين المحليين فحسب ولكن من أجل تكريس مبادئ السلام والتفاهم والتسلح بالقيم النبيلة للإسلام أيضا، في مواجهة الدمار الذي يخلفه الفكر الظلامي والعنف الطائفي في العالم.
كما أن هذه المقاربة تجسد الإرادة الراسخة للمغرب في عهد أمير المؤمنين جلالة الملك محمد السادس في الحفاظ على الاستقرار والأمن الروحي في إفريقيا، وخاصة في منطقة الساحل التي تغزوها بشكل خطير الحركات الجهادية المتشبعة بالايديلوجيات الهدامة المناهضة لقيم الإسلام الأصيلة.
ووعيا منه بجسامة هذه المسؤولية، فإن المغرب تحت القيادة الرشيدة لأمير المؤمنين صاحب الجلالة الملك محمد السادس، لا يدخر أي جهد للمضي قدما في طريق تكريس القيم النبيلة للدين الإسلامي في الدول الشقيقة بإفريقيا جنوب الصحراء. وما إنشاء مؤسسة محمد السادس لعلماء إفريقيا إلا نموذجا حيا على هذا الالتزام التام ومثالا آخر على الإشعاع الروحي للمملكة.

اقرأ أيضا

نصف ماراطون جاكرتا للإناث: المغرب يسيطر على منصة التتويج

الأحد, 28 أبريل, 2024 في 14:23

سيطرت العداءات المغربيات أميمة سعود، ووئام الفتحي، وفتيحة بنتشتكي، على منصة تتويج النسخة الأولى لنصف ماراطون جاكرتا للإناث بأندونيسيا، الذي نظم اليوم الأحد.

انطلاق فعاليات الدورة ال29 لمهرجان تطوان لسينما البحر الأبيض المتوسط

الأحد, 28 أبريل, 2024 في 10:17

انطلقت، مساء السبت بسينما إسبانيول بتطوان، فعاليات الدورة التاسعة والعشرين لمهرجان تطوان الدولي لسينما بلدان البحر الأبيض المتوسط، المنظمة تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، بحضور ثلة من مهنيي الفن السابع وشخصيات من عالم الثقافة والفنون.

المعرض الدولي للفلاحة 2024: توزيع الجوائز على المربين الفائزين في مسابقات اختيار أفضل روؤس الماشية

الأحد, 28 أبريل, 2024 في 10:05

جرى يوم السبت بمكناس، حفل توزيع الجوائز على المربين الفائزين في مسابقات اختيار أفضل رؤوس الماشية في المعرض الدولي للفلاحة بالمغرب في دورته السادسة عشرة، الذي نظم تحت رئاسة وزير الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، محمد صديقي.