المؤسسة العربية لأندية الليونس الدولية.. إرادة لتوحيد العمل الاجتماعي لليونس العرب وإشاعة التجارب الناجحة

مراكش- في جو يتسم بالود والأخوة والمحبة، أطلقت أندية الليونس العربية من مراكش، مشروع المؤسسة العربية لأندية الليونس الدولية، في أفق إرساء إطار موحد لجهود العمل الاجتماعي والإنساني وبروز الليونس العرب كفاعل من الدرجة الأولى في حركة العمل الخيري العالمي.

وأشاد حكام مناطق وحكام سابقين والعديد من أعضاء نوادي الليونس العربية الملتئمون في إطار المؤتمر ال15 لحكام وأندية الليونس العرب بمراكش “كل العرب” (9-10 يناير)، أمس السبت، بقوة بهذه المبادرة التي اقترحها نوادي ليونس كلوب المغرب والتي تبرز الحماس الكبير للانخراط والالتزام بهذا المشروع الذي وعدوا بأن يتم تفعيله على أرض الواقع خلال السنة الجارية.

وأكد حاكم منطقة 416 المغرب البروفسور محمد فوزي لمريني، أن هذه المؤسسة العربية لأندية الليونس تسعى إلى أن تشكل هيئة تنفيذية لليونس العرب تتولى مهمة جمع التبرعات لفائدة المشاريع الاجتماعية والتضامنية عبر العالم العربي، وتقاسم المعرفة في مجال الهندسة الاجتماعية، وإشاعة التجارب الناجحة في ميدان العمل التضامني.

وقال إن إحداث هذه المؤسسة يندرج في مسار المبادرات التي أطلقتها مؤتمرات أندية الليونس العربية والتي مكنت من انجاز العديد من المشاريع الاجتماعية من قبيل “شبكة ابتسامة” التي تقدم علاجات في طب الأسنان لفائدة الفئات المعوزة في العديد من البلدان كالمغرب، والأردن، ولبنان، وتونس، وبالقدس المحتلة.

ولربط الفعل بالقول، سلم البروفسور لمريني، بهذه المناسبة، لممثلي أندية الليونس بفلسطين شيكا بمبلغ 10 آلاف دولار كهبة من جمعية نوادي ليونس المغرب لفائدة ساكنة قطاع غزة وآخر بقيمة 18 ألف دولار من قبل نوادي ليونس كلوب الجزائر وتونس لفائدة مشروع اجتماعي داخل دار الطفل بالقدس المحتلة.

من جهته، قال الدكتور عبد الله الصقلي، مدير المؤتمر ال15 “كل العرب”، إن هذه المؤسسة التي ستتخذ من مركز الأميرة للا مريم للخدمات الاجتماعية والثقافية بالدار البيضاء مقرا دائما لها، أضفت بعدا جديدا داخل الحركة الليونزية العربية، حيث ستمكنها من التوفر على قدرة جد واسعة للعمل والمبادرة، كما ستقوم بتمويل مشاريع مقدمة من قبل نوادي الليونس العربية من مواردها المالية الخاصة.

وفي إطار هذه الروح من التفاهم والحميمية التي طبعت اتخاذ هذه المبادرة، أعلن الدكتور الصقلي أن الرئاسة الشرفية للمؤسسة ستعهد للبناني سليم موسان أول مترشح عربي لرئاسة مؤسسة ليونس كلوب الدولية، موضحا أن الرئاسة الأولى للمؤسسة، التي ستعقد جمعها العام خلال هذه السنة، ستمنح لحاكم نوادي ليونس مصر السيد عبد الفتاح ديدي لمدة سنتين.

من جهته، أشاد رئيس مجلس ليونس كلوب مصر السيد مصطفى توفيق، بحرارة بهذه المبادرة التي تعكس الأخوة بين الشعوب العربية من خلال مجتمع مدني يطمح إلى التعاون والوحدة العربية، قائلا ” أحيي المبادرين لهذا المشروع للتعاون العربي البناء والذي يفتح لنا الباب على آفاق واسعة للشراكة ومضاعفة الجهود حول المشاريع الاجتماعية والإنسانية لفائدة الفئات الأكثر عوزا بمجتمعنا العربي”.

وأضاف أن إجماع نوادي ليونس العرب على إحداث هذه المؤسسة بالمغرب يجسد اعترافا بالدور التعبوي لجمعية نوادي ليونس المغرب من أجل التعاون العربي، وإرادة تقاسم المعرفة مع الأشقاء المغاربة في مجال العمل الاجتماعي والتضامني.

بعد ذلك، التحق حكام وأعضاء نوادي ليونس من ثمانية بلدان المشاركين في المؤتمر بالمنصة للتأكيد على انخراطهم في هذا المشروع الذي يستجيب لتطلعات الليونس العرب في ميدان تعزيز الكفاءات وتعبئة التمويلات من أجل خدمة المجتمعات.

ومن شأن هذا المشروع وما يرافقه من طموحات تعزيز الريادة العربية داخل الحركة الليونزية العالمية، والتي تعكسها التعبئة القوية بمراكش حول أول ترشيح عربي لرئاسة مؤسسة ليونس كلوب الدولية.

وشكل المؤتمر ال15 “لكل العرب” تجمعا ومناسبة بالنسبة لنوادي ليونس العربية للالتقاء وبحث وسائل توحيد الجهود في مجال العمل الاجتماعي، وإعطاء بعد جديد لشعارها “نحن نخدم”على مستوى المنطقة العربية.

ونظمت في هذا الإطار جلسات للنقاش تمحورت حول الريادة وهندسة العمل الاجتماعي ووسائل ضمان استمرارية مشاريع التضامن والتعاون وتبادل الخبرات، فضلا عن القضايا المتعلقة بتحدي التنمية بالبلدان العربية.

وفي جو احتفالي وحميمي ضرب المشاركون، في ختام هذا المؤتمر، موعدا للقاء بالأردن التي ستحتضن المؤتمر المقبل، كما تبادل المشاركون بطائق دعوة لتبادل الزيارات بين نوادي ليونس العربية من أجل إعطاء دفعة جديدة للتضامن والصداقة العربية.

وتضم جمعية ليونس كلوب المغرب، التي تنظم المؤتمر 15، أزيد من 40 ناديا عبر مختلف أرجاء المملكة وأزيد من 900 عضو. ويتجلى الهدف الرئيسي لأعضائها في “خدمة الوطن والفئات الهشة في ظل الصداقة والأخوة”.

وأحدث أول نادي ليونس بالمغرب منذ أزيد من 60 سنة.

وحسب تصنيف أنجزته (فايننشال تايمز) فإن مؤسسة ليونس كلوب الدولية تصنف كأول منظمة غير حكومية دولية من حيث قدرتها على توحيد وتنسيق الالتزام الاجتماعي والعمل الخيري لدى المقاولات.

وتؤكد المؤسسة على الاهتمام المتزايد للمقاولات بالشراكات على المستوى البعيد والهادفة إلى معالجة جملة من المشاكل الاجتماعية.

وتعود بداية مسار حركة نوادي ليونس على المستوى الدولي إلى سنة 1917، ولديها أكثر من 45 ألف نادي وتضم نحو مليون و300 ألف عضو موزعين على 206 دولة عبر العالم. وتحظى أندية ليونس بكل بلد باستقلالية كبيرة تسمح لها بإبراز هويتها الثقافية داخل المؤسسة الدولية.

بقلم : (إدريس حيداس)